روچينا فتح الله تكتب: من قلب الصحراء إلى ضفة القناة.. حكاية نصر لا يُنسى
كاتبة صحفية

ليست حرب أكتوبر مجرد معركة عسكرية انتصر فيها الجيش المصري على العدو الإسرائيلي، بل هي ملحمة إرادة صنعها شعب بأكمله، أعاد بها رسم ملامح الكرامة العربية بعد سنوات من الانكسار.
في السادس من أكتوبر عام 1973، دوّى صوت العبور العظيم ليعلن للعالم أن مصر لا تعرف المستحيل، وأن الهزيمة ليست نهاية الطريق بل بدايته نحو المجد.
كانت حرب أكتوبر مواجهة بين إيمان المصريين بأنفسهم وبين آلة عسكرية ظنّ العالم أنها لا تُقهر، فحين وقف الجندي المصري على ضفة القناة، لم يحمل فقط سلاحه، بل حمل تاريخ وطن، ووجع نكسة، وأمل أمة بأكملها،
عبور القناة لم يكن عبورًا للماء فقط، بل عبورًا من الانكسار إلى النصر، ومن الشك إلى اليقين.
لقد أثبتت تلك الحرب أن القوة ليست في عدد الدبابات أو الطائرات، بل في الإرادة الوطنية، والتخطيط المحكم، ووحدة الصف.
فوراء كل طلقة أُطلقت، كان هناك مهندس يخطط، وفلاح يزرع، وأمٌّ تدعو، وإعلامي يرفع المعنويات، وأمة بأكملها تؤمن أن “ما أُخذ بالقوة لا يُسترد بغير القوة”.
اليوم، ونحن نحتفل بذكرى النصر المجيد، لا بد أن نستحضر الدرس الأهم:
أن مصر لا تُهزم ما دامت متحدة ومؤمنة بعدالة قضيتها،
فالانتصار لم يكن حدثًا عابرًا، بل كان حالة وعي وتجربة وطنية ما زالت تلهمنا حتى اليوم في معاركنا الجديدة ضد الإرهاب، والجهل، والشائعات، ومحاولات طمس الهوية.
ستظل حرب أكتوبر صفحة مضيئة في سجل الأمة، تذكرنا دومًا بأن من يمتلك الإيمان بالوطن، يمتلك النصر،
وسيبقى السادس من أكتوبر رمزًا لإرادة لا تنكسر، ولشعب حين يقرر… يصنع المعجزات.