هل يقرأ العرب روايات بحجم ممالك الآخرة؟

هل القارئ العربي جاهز لرواية بحجم ملحمة خيالية تمتد على خمسة وعشرين جزءًا؟

سؤال قد يبدو صادمًا، لكنه يفرض نفسه مع صدور الجزء الأول من سلسلة الروايات المستقبلية – بعنوان “ممالك الآخرة: 1. سر النبوءة والواحة المفقودة” للكاتب السكندري د. ماجد جاهين.

د. ماجد جاهين

القارئ العربي بين “الترند” والعمل الأدبي الثقيل

في السنوات الأخيرة، انشغل جزء كبير من القراء العرب بالروايات الخفيفة “والترندات” التي تحقق مبيعات سريعة، أو تلك المرتبطة بأسماء مشاهير ظهروا على الشاشات. في المقابل، الروايات الثقيلة ذات البُعد الفلسفي أو العوالم المركبة ظلت محصورة في نطاق ضيق، يقرؤها عدد محدود ممن يبحثون عن نصوص تختبر خيالهم.

فهل يمكن لرواية مثل ممالك الآخرة أن تغيّر هذه المعادلة؟

مشروع لا يشبه غيره

هذه ليست رواية منفردة. نحن أمام مشروع بدأ منذ عام 2006، حين بدأ الروائي د. ماجد جاهين، ابن مدينة الإسكندرية، والأستاذ الجامعي المتخصص في إدارة الصناعات الإبداعية بالأفلام الخيالية، في رسم خرائط، كتابة أنساب، وبناء عوالم متداخلة لتتحول إلى سلسلة طويلة النفس.

جاهين هنا لا يراهن على رواية واحدة سريعة، بل على مشروع أدبي ينافس الملاحم العالمية من حيث الحجم والطموح. لكن التحدي الحقيقي ليس في الكتابة فقط، بل في القارئ: هل سيتقبّل نصًا بهذا العمق والامتداد؟

جدل الهوية والتقليد

لطالما قيل إن الأدب العربي “لا يستطيع منافسة” الأدب الغربي في الخيال العلمي والديستوبيا. ممالك الآخرة ترد على هذا التصور بعمل عربي خالص، لا يستنسخ النماذج الغربية، بل يقدّم سردية تمزج بين التاريخ، الفلسفة، علوم آخر الزمان، والخيال العلمي.

لكن يبقى السؤال: هل ما زال القارئ العربي يربط الجودة بالترجمة والأسماء الأجنبية فقط، أم حان الوقت ليواجه تجربة عربية مختلفة؟

تجربة تحتاج إلى قارئ مختلف

ممالك الآخرة ليست رواية سهلة القراءة. هي نص يطلب من قارئه تركيزًا عاليًا، ويفتح أمامه أبوابًا للخيال والفلسفة في آن واحد. ليست موجهة للباحث عن الترفيه السريع، بل للقارئ الذي يريد عملًا يغيره.
هنا يصبح التحدي مزدوجًا: الرواية تختبر خيال القارئ، لكنها في الوقت نفسه تختبر مدى جديته كقارئ.

خاتمة جدلية

يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيقبل القارئ العربي هذا التحدي، أم سيكتفي بالروايات الخفيفة والترندات المؤقتة؟
ممالك الآخرة – سر النبوءة والواحة المفقودة لا تنتظر الإجابة؛ إنها تضع النص أمام القارئ وتدعوه للاختيار: إما أن يكون جزءًا من تجربة أدبية استثنائية… أو أن يظل متفرجًا من بعيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى