شيركو حبيب يكتب: الديمقراطي الكردستاني.. حزب لأجل الديمقراطية والمدنية

يحضر 16 أغسطس هذا العام بالذكرى 79 لتأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1946، على يد الزعيم الكردي ملا مصطفى بارزاني، بسيرة نضالية وتاريخ ممتد في العمل الوطني حتى اللحظة مع الزعيم مسعود بارزاني.
لم يكن تأسيس الحزب الديمقراطي مجرد حدث عابر أو ظهور لكيان يحمل أهدافا خاصة، بل كان ضرورة حتمية من أجل مكاسب وحقوق قومية للشعب الكوردستاني، خاصة بعد نمو الشعور القومي لدى الشعوب المضطهدة، فالكورد من بين تلك الشعوب التي نال منها الظلم و الاستبداد، ورغم وجود أحزاب كوردية على الساحة السياسية آنذاك، كان لابد من تأسيس حزب يلملم الشعب الكردستاني، فجاء تأسيس الحزب الديمقراطي برئاسة الأب الروحي للشعب الكوردي الخالد ملا مصطفى بارزاني، وسرعان ما التحقت به الشخصيات السياسية و الثقافية و مختلف مكونات الشعب الكوردستاني، خاصة بعد تغيير اسمه من الحزب الديمقراطي الكوردي إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
إن التفاف الجماهير حول الحزب كان بسبب قيادته من قبل البارزاني الخالد و أهدافه القومية و شعاره “الديمقراطية من أجل العراق و الحكم الذاتي لكوردستان”، وبهذا كان الحزب الديمقراطي أول حزب على مستوى كوردستان؛ بل العراق يرفع شعار الديمقراطية لإيمانه بحل الخلافات والحصول على الحقوق في بيئة تسودها الديمقراطية و السلام.
لم يكن هدف الحزب الديمقراطي الكوردستاني الاقتتال أو الحل العسكري عند إنهاء الخلافات، وإنما الحل السلمي و ما نص عليه الدستوري العراقي بعد قيام ثورة ١٤ تموز عام ١٩٥٨ بأن العرب و الكورد شركاء في هذا الوطن، والشعب الكوردي المكون الثاني في العراق، إلا أن انحراف بعض قادة ثورة ١٤ تموز / يوليو عن مسارها الحقيقي و قصف كوردستان و عدم تلبية أبسط حقوق الشعب الكوردي، رغم مناداة الزعيم الكوردي البارزاني الخالد بالحوار و التفاهم، كان سببا في اندلاع ثورة ١١ أيلول / سبتمر من العام ١٩٦١ لرد العدوان على كوردستان، واستطاعت الثورة خلال الفترة بين ١٩٦١ و ١٩٧٥ تحقيق العديد من الانتصارات العسكرية، وإبرام أهم اتفاقية مع الحكومة العراقية في ١١ آذار / مارس ١٩٧٠ والتي تم بموجبها الاعتراف بحقوق الكورد.
منذ مسيرته وحتى الآن ظل الحزب الديمقراطي مستمرا على نهجه في بناء مجتمع مدني ديمقراطي و العيش المشترك و التآخي بين مكونات العراق، بقيادة الزعيم مسعود بارزاني، الذي استطاع جعل كوردستان واحة من الاستقرار و التعايش و التآخي بين كافة مكوناتها، وكذلك استطاع بعلاقاته من أن يخرج بالحزب الديمقراطي من الدائرة المحلية إلى العالمية.
و للحزب تأثيرات على الساحة السياسية، ليست كوردستنانية فقط، بل في المنطقة و العالم، واجتاز الديمقراطي الحدود المحلية إلى العالمية، و داخليا ظل متمسكا بحل الخلافات بالطرق السلمية و الدستورية مع بغداد، مصرا على عدم الانجرار إلى اجندات لاتريد للعراق الاستقرار.
واليوم؛ الديمقراطي الكوردستاني يضئ شمعة أخرى من عمره لينير الطريق نحو الوصول إلى الأهداف الوطنية والقومية، ومن الصدف التاريخية الجميلة أن ذكرى ميلاد الزعيم الكوردي مسعود بارزاني توافق ذكرى تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، لتمثل عيدا للكورد المؤمنين بالديمقراطية وقيم التعايش التآخي والتوافق، فتحية إلى روح مؤسس الحزب ملا مصطفى بارزاني، و تهنئة لزعيم الحزب مسعود بارزاني حفظه الله.