ايمان القزاز تكتب: تيك توك.. بين قفص الاتهام وبريق الشهرة

لم يعد خبر القبض على “بلوجر” أو “صانعة محتوى” أمرًا نادرًا في نشرات الأخبار. بالأمس القريب، تحولت أسماء كانت تتصدر “التريند” إلى عناوين في صفحات الحوادث، بتهم تتراوح بين غسيل الأموال، التحريض على الفسق، التربح غير المشروع، وخداع المتابعين.

القضية الأخيرة، التي هزّت الرأي العام، لم تكن مجرد إجراء قانوني ضد أفراد، بل جرس إنذار عن الوجه المظلم لمنصات مثل تيك توك، حيث تلتقي الشهرة السريعة مع أرباح الإعلانات، وأحيانًا مع أنشطة غير مشروعة، في خليط قابل للاشتعال.

المنصة التي تبيع الوهم حيث أن التيك توك، الذي يفتح أبوابه لأي شخص يمتلك هاتفًا وكاميرا، صنع نجوماً من العدم. بضغطة زر، يمكن أن تصل صورتك أو مقطعك لملايين المشاهدين، لكن هذا البريق أحيانًا يخفي وراءه ممارسات مشبوهة: استغلال جمهور المراهقين، الترويج لمنتجات مجهولة، أو حتى المشاركة في عمليات مالية معقدة تثير شبهات غسيل الأموال.

بين المنفعة والضرر حيث أنه منصة إبداعية تتيح للمواهب الشابة الوصول إلى جمهور واسع بلا تكاليف ضخمة.

وسيلة للتسويق الرقمي وجذب عملاء جدد للشركات والأفراد.

مساحة للتوعية المجتمعية والتثقيف في قوالب ترفيهية.

والمصائبهى انتشار المحتوى الهابط بهدف زيادة المشاهدات.

استغلال شهرة البلوجرز في الترويج لأعمال أو منتجات مضللة.

تحويل الشهرة إلى غطاء لأنشطة مالية مشبوهة.

التأثير السلبي على القيم والذوق العام، خاصة لدى المراهقين.

القانون يطارد “التريند” حيث أن السلطات في أكثر من دولة، ومنها مصر، بدأت تتعامل مع المنصات الرقمية بنفس الجدية التي تتعامل بها مع وسائل الإعلام التقليدية. وعندما تتحول الشهرة الرقمية إلى أداة للضرر أو الاحتيال، يصبح التدخل القانوني ضرورة لحماية المجتمع من فوضى لا تعترف بالقوانين.

 

فى النهاية التيك توك ليس شيطانًا ولا ملاكًا، بل أداة. من يملك الوعي يستفيد منه كمنصة للفرص والتعبير، ومن ينساق وراء الوهم يسقط في فخ الشهرة الزائفة والاتهامات الثقيلة.
في النهاية، يبقى السؤال: هل نحن من نستخدم تيك توك… أم أن تيك توك هو من يستخدمنا؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى