تحدثت فى المقال السابق (في رحاب الله) عن أهمية الصلاة وأثرها الطيب فيمن يؤديها وكذلك ثوابها العظيم، واليوم نعرض لعقوبة تارك الصلاة ومن يتكاسل ويغفل عن أدائها.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «بين الرجل والكفر ترك الصلاة»، وهذا القول يبين أن من يترك الصلاة ولا يؤديها منكرًا جاحدًا فهو في حكم الكافر، والعياذ بالله، وهناك من العلماء من أخذ بهذا الحديث وأهدر دم تارك الصلاة كمذهب الإمام أحمد بن حنبل، أما من تركها كسلًا وتشاغلًا عنها فقد قال الله- عز وجل- بشأنه في سورة الماعون «ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون»، والويل هو وادٍ من العذاب فى جهنم، كما جاء في سورة مريم «فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيًّا»، أى سوف يلقون خسارًا ودمارًا، وقيل الغي هو وادٍ في جهنم خبيث طعمه بعيد قعره.
إذن علينا أن نقيم الصلاة حتى لا نكون من الكافرين أو ممن يستحقون العذاب يوم القيامة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره؛ فيم أفناه؟ وعن علمه؛ فيم فعل فيه؟ وعن ماله؛ من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه؛ فيم أبلاه؟» والمراد هنا أننا يجب أن نكون مستعدين للجواب عن هذه الأمور، وكيف نجيب ربنا وقد ضيعنا عمرنا وأوقاتنا فيما لا نفع فيه ولا فائدة، فالخير كل الخير في طاعة الله، والشر كل الشر في معصية الله؛ فبالطاعة ننال رضا الله ومحبته والجزاء الحسن، أما المعصية فتجلب لنا سخط الله وعقابه الشديد «إن الله إذا أحب عبدًا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانًا فأحبه. قال فيحبه جبريل. ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانًا فأحبوه؛ فيحبه أهل السماء. قال ثم يوضع له القبول في الأرض.
وإذا أبغض عبدًا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانًا فأبغِضْه. قال فيبغضه جبريل. ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانًا فأبغضوه. قال فيبغضونه. ثم توضع له البغضاء في الأرض».
إننا نعيش اليوم ولا ندري هل يأتي الغد ونحن مستمرون في هذه الدنيا أم لا؛ فلا ضامن لذلك إلا الله الذي خلقنا؛ لذا يجب أن نستثمر حياتنا في كل ما يجلب لنا السعادة في الدنيا والآخرة بطاعة الله، ومن المعلوم أن العمر مهما طال فهو إلى زوال، وأن الصحة قد نتمتع بها اليوم لكننا فى الغد قد نمرض، وأن الشباب يكون لفترة ثم تأتى مرحلة الشيب أو الكبر فلا نقوى على العمل ومداومة الطاعات التى كنا نقوم بها في حقبة الشباب؛ لذا يجب أن نعمل بتوجيه ونصيحة سيد الخلق والرسل: «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا».