مني النمر تكتب: ربطة عنق …!!

ليست كل العقد في الحياة تفك …
بعضها نحن من يعقدها حول رقابنا بإحكام ، ثم نشتكي من ضيق التنفس …
ربطة العنق ، ذاك الشريط الصغير الذي يربط بعناية حول الأعناق في المناسبات الرسمية ، و التي تعتبر رمزا للأناقة ، للهيبة ، وربما للنجاح و الوجاهه …
لكنها ، في جوهرها ، تظل قطعة قماش تقيد الرقبة ، لا تمنح راحة …
كذلك نحن ، نربط أعناقنا كل يوم سواء بقرارات ، علاقات ، وظائف ، أفكار ، أو حتى بمظاهر …
نختارها بأيدينا ، نزينها بأنفسنا ، نباهي بها الآخرين ، ثم نشكو من الاختناق …
نصر على البقاء في علاقات سامة ، فقط لأننا لا نريد أن نبدو خاسرين .
نجاهد لنحتفظ بصورة معينة عن أنفسنا أمام الآخرين ، نلبس قناع القوة ، الابتسامة ، الرضا ، ونحن في الحقيقة نكاد ننهار .
نتعلق بمناصب تسرق أعمارنا ، فقط لتدوين لقب ببطاقة الهوية يرضي غرورنا .
نحافظ على نمط حياة يفوق قدرتنا ، فقط كي لا يظهر علينا التراجع .
نزين ما يؤلمنا ، نطعم قيودنا بالذهب ، ونسميها نجاحا أو كبرياء أو مبدأ أو أي من هذه العبارات …
لكن الحقيقة …؟
هي أن بعض ما نظنه أناقة هو خنق ناعم …
و أن بعض ما نتمسك به ، ما هو إلا قيد يلتف حول أعناقنا . وبعض ما نظهره للناس ، لا يمت بصلة لما نشعر به فعلا …
ربطة العنق قد تكون أنيقة ، لكنها لا تترك لك مساحة كافية للتنفس .
و الأصعب من ذلك ، أنك أنت من يربطها كل صباح حول عنقك ، بكامل إرادتك …
هل جربت يوما أن تنزع كل ما يربكك …؟
أن تتحرر من وهم الأناقة المصطنعة …؟
أن تمشي خفيفا ، بلا صراع ، بلا قيد ، بلا تمثيل …
قد يكون الأمر يستحق …
فالتحاول … !!
فما أقسى أن نستيقظ بعد عمر وقد أدركنا أننا كنا نعيش تحت وطأة “رابطة” …
خنقت أرواحنا باسم الرقي ، وأرهقت أعمارنا باسم الكمال …
و تذكر …
هناك حياة تستحق أن تعاش تبدأ من فك ربطة صغيرة …
حول العنق …