محمد مطر يكتب: أوجاع الإنسانية المعاصرة بين التبديع والتكفير

يُحكى أن ما يزيد من أوجاع الإنسانية، والتي تمنى الحكماء والعلماء، لو أنها غابت في جماجم الموتى الأولين، هي فوضى التكفير والتبديع التي نعاني منها في مجتمعاتنا المعاصرة، عدم ضبطهم نصاب الأمور في أن ما احتمل الإيمان من وجه والكفر من تسعة وتسعين وجهًا لم يغادر دائرة الإسلام، خاصة أن للعقل وظيفة أعمق من الإفراط في التشديد على النفس والغير، أو التفريط في التساهل معهما، من خلال منهجية تجمع بين التجربة العملية وهو ما نسميه “الواقع المعاش”، والنصوص الدينية الحاكمة باختلاف أطيافها.

نرى في كل عصر من العصور أن الأكاذيب تحيط بنا، حيث يعمل أصحابها على كيفية إثارة شك معقول بينما لا يوجد أي شك، ويعيش أصحاب الأكاذيب هذه في عمى بسبب وهم النجاح والفخر في إثارة الصخب، فلا تسمح لهذه الأكاذيب بأن تُحبطك، وتوقف عن البحث عن كل ما يزعزع قيمك الفكرية، لأنه لم تعد قوانينهم تعمل بشكل غامض، وليست لديهم المهارة أو القدرة أو الوعي الذي يمنحهم أفهامًا يستطيعون من خلالها على الحكم على ما يسمعون أو يقرأُون، وتحديد متى يثق ومتى يشك، بل أصبحت مكشوفة للكثير من الشجعان والصالحين – وهم بأعداد هائلة – من الذين يبحثون عن إلهام صادق ومعرفة أصيلة وعميقة وطرق صحيحة حقيقية لإعادة هيكلة المعتقدات المقيدة دون صخب.

وإلى لقاء إن قدر الله لنا البقاء واللقاء….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى