محمد مطر يكتب: صحافة وصحافي

لبعض الوقت كنت أظن أننا يمكننا التصدي لتلك الهجمة الشرسة على الصحافة الورقية لتفتيتها وإزاحتها عن القيام بدورها طبقًا لمقتضيات ومتقلبات الزمن، وحتى الآن لا أستطيع القول إنني قد خاب ظني، لأن المتفحص لتاريخ الصحافة على مر الزمن باختلاف ألوانها، يدرك جيدًا أنها مرت بفترات أصعب من هذه التي تمر بها، من خلال توقفها حينًا من الدهر، أو إغلاقها في أحايين أخرى، بسبب اشتباكها مع رأس المال، والطبقة الحاكمة، طبقًا لما تقتضيه مصلحتهم أحادية الجانب، خاصة عندما يكون من يعملون بها يؤدون دورًا مهنيًا لإظهار حقائق التمييز الطبقي بين الناس، والعمل على حلحلة الأوضاع المتردية، وقد تخطت كل تلك الأمور واستمرت.
صانعو الصحافة الورقية على مر الزمن، لهم دور توعوي قاموا به على اختلاف ألوانهم الفكرية، وأساليبهم التعبيرية، التي تترجم بدليل مبسط لشعوبهم عن بيانات وإحصائات، للاطلاع على ما كان وما هو كائن وما سيكون، وعلى ما يراد بهم ولهم، فالصحافة شاهدة على تأريخ فترات متفاوتة من عمر الشعوب.
ثمة اختبار شاق وصعب تمر به نقابة الصحفيين، وكل من يمتهن الصحافة، للتضييق عليهم في أرزاقهم، لإنهاكهم اقتصاديًا وفكريًا واجتماعيًا، لإرضاخهم لمطالبات جائرة وغير عادلة، لتبييض سمعة القبيح، وتزييف الحقائق، أو إقصائهم في حالة عدم الانصياع.
لا أحد ينكر ما أحدثته الثورة التكنولوجية المعلوماتية في بيئتنا وذواتنا أنفسنا، ولا نغفل أيضًا الآثار السلبية التي أحدثتها.
وإلى لقاء إن قدر الله لنا البقاء…