مني النمر تكتب: لماذا نخاف من التغيير …؟

الخوف من التغيير هو ذلك الصوت الصغير الذي يهمس في أعماقنا ، يخبرنا أن البقاء في المألوف أكثر أماناً ، حتى لو كان هذا المألوف مؤلماً ، حتى لو كنا نعلم في قرارة أنفسنا أنه طريق مسدود …
إنه ذلك الشعور الذي يثنينا عن إتخاذ خطوة جديدة ، لأننا نخشى ما قد نخسره أكثر مما نتطلع إليه أو لما قد نكسبه …
نحن كبشر نميل إلى التمسك بما نعرفه ، حتى لو كان يقتلنا ببطء …
ربما لأن المجهول مخيف بطبيعته ، أو لأننا نخشى الفشل ، أو ربما لأننا ببساطة تعبنا من المحاولة …
نتظاهر أن الأمور ستتحسن يوما ما ، نقنع أنفسنا أن التغيير قد لا يكون ضروريا ، رغم أن شيئا ما في أعماقنا يصرخ بأن الطريق الذي نسير فيه خاطئ …
لماذا نخاف من التغيير إلى هذا الحد …!!؟
لأن التغيير يتطلب مواجهة أنفسنا ، الإعتراف بأخطائنا ، و الإعتراف بألامنا …
يتطلب منا التخلي عن أشياء تعودنا عليها ، حتى لو كانت تثقل أرواحنا …
إنه يشبه الوقوف على حافة هاوية والنظر إلى المجهول الممتد أمامنا ، دون أن نعلم إن كنا سنطير أم نسقط …
الحقيقة التي نخشى مواجهتها هي أن البقاء في المكان الخطأ لن يحول هذا المكان إلى المكان الصحيح و المناسب لنا …
علينا أن نقتنع أن التغيير مهما كان مخيفا ، يحمل في طياته فرصة لبداية جديدة ، لنسخة أفضل من أنفسنا.
و أن الإستمرار في طريق نعرف نهايته المؤلمة لن يجعله طريقا صحيحا …
نحتاج أن نقف أمام المرآة ونعترف بأننا عالقون ، بأننا نستحق أفضل مما نحن فيه ، و بأننا نملك القوة للبحث عن الطريق الصحيح …
الشجاعة لا تعني عدم الخوف ، بل تعني القدرة على التحرك رغم وجوده …
قد لا يكون الطريق الجديد خاليا من العثرات ، وقد لا نجد الأجوبة فوراً . لكن التغيير يمنحنا شيئا أعظم ؛ يمنحنا الأمل ، الأمل في غداً أفضل ، الأمل في أن نجد السعادة التي نستحقها ، في أن نعيش الحياة التي نتوق إليها …
إذا كنت تقرأ هذه الكلمات وتشعر بأنك في طريق خاطئ ، فلا تخف …
ربما يكون اليوم هو اليوم الذي تقرر فيه أن تخطو خطوة جديدة ، أن تترك ما يثقل روحك خلفك ، أن تبدأ من جديد …
التغيير ليس سهلاً ، لكنه دائمًا يستحق المحاولة …