ماشية ببركة الله..

بقلم / ندا الرشيدي

بسم الله الرحمن الرحيم

(أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ)

صدق الله العظيم

لقد أصبح انتشار فيروس كورونا في كل أرجاء العالم حقيقة دامغةوقد أمسىلا يُفرق بين الدول سواءًاكانت متقدمة أو فقيرة أو كما يطلق عليها دول العالم الثالث فقد أصاب كل فئات الشعب دون استثناء ، الغني منها قبل الفقير،الرئيس قبل المرؤوس ، الفنان قبل الجمهور.

الكُل يبذل قُصارى جَهده سواء حكومات أو منظمات المجتمع المدنيللحد من الإنتشار المتنامي للعدوى بين البشر ، فالدول قد أصدرتقوانينا صارمةكفرض حظر التجوال وتوقف الدراسة في المدارس والجامعات واغلقت المقاهي والنوادي ، والغيت بطولات عالمية ومحلية ، تفاديا لحدوث تجمعات بشرية بأعداد كبيرة قد تُعجل منانتشار العدوى، وبالنسبة للأفراد والأسر فسارع الجميع من أجل اتخاذ احتياطات واجبة واتباع ارشادات النظافة والتعقيم وعدم الخروج من المنزل إلا للظروف الطارئة هذا لحماية أنفسهم من خطورة الوضع القائم.

الجميع يعملون علي قدم وساقبكد وإجتهاد لمواجهة التحديات الناجمة عن انتشار ذلك الفيروس ، وفي ظل تلك الأحداث المتلاحقة نسمع أن بعض المشاهير سواء علي المستوي السياسي والإقتصادي أو الفني قد أصيبوا بالكورونا علي الرغم من حرصهم الشديد أو بالأحرى المبالغ فيه لتجنب إصابتهمبالمرض ، حيث أعلن الأميرتشارلز ولي عهد بريطانيا العظمى ورئيس وزراء إنجلترابوريس جونسون والممثل الأمريكي الشهير توم هانكسوغيرهم من مشاهير العالم عن إصابتهم بهذا الفيروس المستجد وتم عزلهم فعليا في منازلهم وحجرهم صحيا بمعزل عن مجتماعتهم.

هُنا يتطرق إلى أذهاننا كيف لهؤلاء قد أصيبوا بالعدوى على الرغم من احتياطاتهم الشديدة للوقاية وبكل تأكيد اتباعهم لارشادات الصحة والسلامة المهنية والمنزلية في حين أن هناك ناسبسطاءمثل عامل النظافة الذي ينزل للشارع يوميا ويتعرض فعليا للكثير من المخاطر ومن الجائز بل ومن المؤكد أنه لا يفقه شيئًاعن الاحتياطات الواجبة وسبل الوقاية أوعلى أقل تقدير فهو يتخذ الحد الأدنى من وسائل الحماية مثل ارتداء قفازات بلاستيكية متواضعة أو كمامات طبية متهالكة فقط لا غير،وبالرغم من ذلك قد لا يُصاب بالعدوي ، وهنا يكمن السر أو كما يقال بالعامية المصرية (ماشية ببركة ربنا وستره )فعلا هي الحقيقة الواقعية وذلك لأن الله عز وجل يعلم بحال هؤلاء الناس البسيطة حيث أنهم ليس لديهم الإمكانيات الماديةالمتاحة للإنفاق على العلاج أو لأنهم مسئولون عن أسر كاملة في رقابهم.

إن هذا الفيروس جُندٌ من جُنود الله قد أُرسل إلينا لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى ولكن يجب علينا أن نتدبر نحن البشر في ذلك الوباء وموعد انتشاره والغرض من ذلك وأن ما يحدث الآن لهو رسالة من الله عز وجل للعالم أجمع أنه مهما أُوتيت من علم يا بني الإنسان لن تستطيع أن تهرب أبداً من قضاء ربك مهما أتخذت من حذرك ومهما تهربتمن الموت فإنه سيدركك أينما كنتوذلك لأن إرادة الله فوق الجميع.

فعليك أن تتذكر ايها الإنسان أن هذا الكون هو من صنع الواحد الأحد ، الفرد الصمد، وأن كل شيء يجري بتقديره ومشيئته هو فقط مالك السموات والأرض.

 

                                حفظ الله الوطن والأمة الإسلامية جمعاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى