نهلة جمال تكتب: ريلز ولا مسلسل أيهما ينجح؟!

منذ فترة وانا أتابع دراما التواصل الاجتماعي غير المؤسسية التي يقوم بتقديمها هواة ومحبي التمثيل عبر مقاطع قصيرة:
وقد لاحظت أنها متكررة المحتوى بل تكاد تكون محاولات تكرارية لاثبات من سيلحق بقطار المشاهدات لنفس الفكرة والحوار، ومع اختلاف قدرات المؤديين لها ونسب قبولهم من عدمه إلا انها بشكل عام تتمركز حول: الخيانة الزوجية، مشكلات بيت العيلة، علاقة الحماة بزوجة الابن، الأم المتسلطة، الطمع، غيرة الصديقات والاصدقاء وغدرهم، ومهارة اعداد وتناول الأكل … إلخ من المشكلات الاجتماعية اليومية ذات الطابع الأسري للطبقات البسيطة والمتوسطة، ورغم صدق تواجد هذه النوعيات إلا أن المعالجة العشوائية لها تنذر باعتيادها أو تقبل مرورها بحياتنا من باب (من شاف بلاوي الناس)، كما أنها تلفت الانتباه لشيوع ثقافة الجذور الريفية في إلغاء الحدود والخصوصية بين اطراف العيلة الممتدة مما يثير المشكلات وينغص الحياة.

ولعل الاعلام المؤسسي مسئول عن شيوع هذه الأنواع بقصوره في طرق هذه الموضوعات بحبكة تصل للمتلقي دون اختزال فئة عن اخري أو تهميش لطبقة عن أخري، فانسياق الدراما خلال مشاهد الكمبوند وحفلات رجال الاعمال والتقليد للدراما المدبلجة كان عامل جذب لهذه المقاطع السريعة ..السريعة هو السبب المباشر الواضح بلا فواصل تستغرق اكثر من مدة الدراما وفي دقائق معدودة تنتقل من فكرة لاخري ورغم ثبات الديكور والملابس احيانا تظل محدقا في الشاشة تلحث عن إجابة لأسئلة خاصة بك وحدك عن ما تشاهده ومدي تلامسه مع واقعك أو بعده عنه.

الدراما سلاح هام تأثيره عميق وتراكمي وعلينا الحذر عند تناول جرعات كبيرة منه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى