خالد عبدالحميد مصطفى يكتب: “مصر وعلاقاتها الخارجية: توازن واستراتيجية على مر العصور”
تعد مصر واحدة من أقدم وأهم الدول في تاريخ الدبلوماسية والعلاقات الدولية. منذ العصور القديمة، لعبت مصر دوراً محورياً في المشهد السياسي والجيوسياسي العالمي.
في عصر الفراعنة، كانت مصر مركزاً حضارياً وتجارياً هاماً. فقد أقامت مصر علاقات دبلوماسية وتجارية مع جيرانها، مثل مملكة كوش جنوباً والإمبراطوريات الآشورية والبابلية شرقاً. برزت المعاهدات والتحالفات، مثل معاهدة قادش مع الحيثيين، كأمثلة مبكرة على الدبلوماسية الدولية.
خلال فترة الخلافة الإسلامية، أصبحت مصر تحت حكم الفاطميين والأيوبيين، ومن ثم المماليك. كانت القاهرة مركزاً سياسياً وثقافياً مؤثراً. أسس صلاح الدين الأيوبي علاقات خارجية قوية، وقاد الجهود لتحرير القدس من الصليبيين.
في القرن العشرين، شهدت مصر تحولات كبيرة، حيث لعبت دوراً رئيسياً في القومية العربية والصراع العربي الإسرائيلي. تحت قيادة جمال عبد الناصر، أصبحت مصر رائدة في حركة عدم الإنحياز، مؤثرة في السياسات الدولية من خلال تجنب الإنحياز إلى أي من الكتلتين الشرقية أو الغربية خلال الحرب الباردة.
اليوم، تستمر مصر في لعب دور مركزي في الشرق الأوسط وأفريقيا. تعمل مصر على تعزيز الإستقرار الإقليمي من خلال الوساطة في النزاعات، مثل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، والاضطلاع بأدوار قيادية في منظمات مثل الإتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية. كما تركز مصر على تعزيز علاقاتها مع القوى العالمية مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين.
من خلال كل هذه الفترات، ظل التوجه المصري نحو التوازن والتحالفات الإستراتيجية واضحاً، مما يعكس أهمية موقعها الجغرافي وقدرتها على التأثير في مجريات الأحداث الإقليمية والدولية.
خلاصة القول، فإن مصر عبر تاريخها الطويل قد أثبتت قدرتها الفائقة على التعامل مع الملفات الخارجية بفعالية، متمسكة بمبادئ التوازن والقيادة الحكيمة، مما جعلها دائماً محوراً أساسياً في المشهد السياسي الإقليمي والدولي.