وتقع وتقوم وتقوم وتقع

بقلم / حذيفة عرفات

أعتذر بشدّه عن التقصيير التأخير ، وبَعد ،،

عزيزي الذي تقرأ أياً من تكون ، إنظُر الآن ف ساعتك وسنُضيع من وقتك الثمينن سبع دقائق علي أقصي تقدير..

إن استخدمت محرّك البحث جوجل عن طريق هاتفك النقّال وبحثت في ويكيبيديا عن قانون الجذب الفكري سيُخبرك المُحرّك بأن القانون ينُص على أن ” مجريات حياتنا اليومية أو ما توصلنا إليه إلى الآن هو ناتج لأفكارنا في الماضي وأن أفكارنا الحالية هي التي تصنع مستقبلنا، بالأحرى يقول القانون أن قوة أفكار المرء لها خاصية جذب كبيرة جدا فكلما فكرت في أشياء أو مواقف سلبية اجتذبتها إليك وكلما فكرت أو حلمت أو تمنيت وتخيلت كل شيء جميل وجيد ورائع تريد أن تصبح عليه أو تقتنيه في حياتك فإن قوة هذا الأفكار الصادرة من العقل البشري تجتذب إليها كل ما يتمناه المرء ”

 

لو بحثت عن نفس الأمر بمنظور ديني  ستُخبرك كل الأدلّه بما يشبِه ذلك ستجد الحديث القُدسي يقول ” أنا عند ظن عبدي بي ، فليظن بي ما شاء ”

ستُخبرك أيضاً أن الرسول  كان يُحب الفأل الحسن وهناك أحاديث نبويّه ففي الحديث الصحيح عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة ) الطيره بمعني التشاؤم ، متفق عليه.

 

دع عنك هذا الكلام المنمق والذي أعلم أن ثُقلُه يُشعرك بالغثيان ، الأمر بكُل بساطه نستطيع تلخيصه في أنّ ” الشبيه يجذب شبيهه ، والأفكار تجذب الحقائق ”

 

وأنا أؤمن بنظرية الجذب تلك إلي أبعد حد وعن تجرُبه ..

 

أدخل مثلا في مود إكتئاب وأقرر بأنّ الحياه تعُم بالسواد فتتآمر الحياه عليّ لزيادة ذلك الشعور ، حينها يُرسل لي صديقي فيديو من المُفترض أن يكون كوميدي ، فيلمس بكوميديا سوداء عميقه جزء مظلم بداخلي فيُزيد شعوري بالإكتئاب ، تصلُني للتو رساله فتُعكّر صفو ذهني  ، ف الوقت نفسه الذي اتصفّح فيه التايم لاين فتصادفني إحدي ترجمات ضي رحمي  السوداء للغايه ، تتنقّل عيني بثُقل سُلحفاه كسوله بين وشوش البشر فلا أجد شبح ابتسامه يؤنس بؤسي .. الشجر يذبُل .. نظرات البشر شاحبه .. عيونهم كئيبه .. الهواء ثقيل .. الغيوم متناثره فوق الرؤوس .. كل الموسيقي حزينه وجميع الطيور مهاجره ، وانا كما أنا .. مُكتئب.

 

علي النقيض وبينما تغمرُني أي سعاده ذاتيه مصدرُها فقط كَوْني أحياناً مُفعم بالحياه كما قال أحدهم او أكثر حيويه كما قال آخر ، استطيع أن أستشف السعاده من ابتسامات شُركائي في الميكروباص ، أخلُق ايفيه من اللاشئ ، أستمتع بحوار مع سائق تاكسي ، أبتهج لنظرَه عابره ، تُصادفني أغنيتي المفضّله في توكتوك..

………….

خُلاصة ما ينتهي إليه القول في هذا الأمر هو أن تلك الدائره اللامُنتهيه من الأحداث والتخبُطات إرتكازُها أنت ، لا تُقلّل من ذاتك وضع نُصب عينيك دائماً بأن الأمور دوماً ما تنتهي حيثُ كان مقرر لها أن تنتهي ، وهذا القرار تحمل أنت علي كاهلك الجزء الأكبر فيه ، انفُض عنك غبار الهم وحدد طريقك واترُك لقدمك حُريّة السعي في هذا الإتجاه

 

لا يخفي عليك ولا علي عاقل بأنً الحياه تسير بإيقاع سريع مجنون ، يحق لك أن تقع وتتّكئ وتقوم ثم تقع وتتّكئ وتقوم وتكرر الكرّه مئات المرّات ، يحق لك  كل التخبُطات  والإنحرافات والسعي في الطرقات علي كُل شاكلاتها ، يحق لك كُلشئ فيما عدا أن تقف ..

 

تذّكّر بأن الحياه التي تسير خلفك ستظل تسير خلفَك حتي تُقرر أن تقف ، حينها ستسير فوقك .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى