د . حامد محمود يكتب: ادارة بايدن وطوفان الاقصى .. دوافع التأييد الامريكى الاعمى لاسرائيل”3-2”
المدير التنفيذى لمركز الفارابى للدراسات والابحاث الاستراتيجية
واستكمالا لما سبق يمكن القول بأن إدارة بايدن تعمل على تقويض أيّ جهد دولي يدعو إلى إرساء هدنة إنسانية، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع المحاصرين. وفي هذا السياق، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد مشروعَي قرارين، الأول قدّمته روسيا، والثاني قدّمته البرازيل؛ بذريعة أنهما لا يشيران بوضوح إلى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وفي الحادي والعشرين من الشهر الجاري، قدّمت واشنطن مشروع قرار في مجلس الأمن ينص على “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، ويطالب إيران بوقف تصدير الأسلحة إلى “الميليشيات والجماعات الإرهابية التي تهدد السلام والأمن في جميع أنحاء المنطقة”. وتدعو مسودة القرار إلى حماية المدنيين، بمن فيهم أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مناطق آمنة، وتشير إلى أنه يجب على الدول الالتزام بالقانون الدولي عند الرد على “الهجمات الإرهابية”، وتحثّ على “إيصال المساعدات إلى قطاع غزة دون عوائق
وثانيها الدعم العسكرى , فما إن انتشر خبر عملية “طوفان الأقصى” حتى أمر بايدن بإرسال مساعدات عسكرية طارئة لإسرائيل، شملت ذخيرة وصواريخ اعتراضية خاصة بنظام القبة الحديدية. وقرر نشر حاملتَي طائرات نوويتين مع مجموعتيهما القتالية في المنطقة، الأولى، هي يو إس إس جيرالد ر. فورد، وهي الأكثر تطورًا في الأسطول الأميركي، وتحمل مع مجموعتها المقاتلة أكثر من 5000 من مشاة البحرية، وتضم قوات خاصة أميركية إضافية، ومعدات لجمع المعلومات الاستخبارية، وطائرات هجومية، وهي ترسو شرق البحر الأبيض المتوسط. والثانية، هي يو إس إس دوايت دي أيزنهاور، التي نُشرت في الخليج العربي، وذلك بهدف توجيه رسالة ردع لإيران، بعد أن كانت الأوامر الأولية صدرت بإبحارها نحو شرق البحر الأبيض المتوسط.
وتمنح حاملتا الطائرات الولايات المتحدة “قوة ضاربة” في المنطقة، إذ توفران معًا نحو 80 طائرة ذات قدرات هجومية، فضلًا عن طرادات ومدمرات وغواصات مجهزة بصواريخ توماهوك. ويمكنهما، أيضًا، مساعدة إسرائيل في صد هجمات الصواريخ الباليستية الإيرانية متوسطة المدى المحتملة. وتقول واشنطن إن وضع تلك الأصول العسكرية في المنطقة يأتي بهدف منع أي طرف آخر من استغلال فرصة خوض إسرائيل صراعًا في قطاع غزة، ومن ثمَّ فتح جبهات إقليمية جديدة ضدها، في إشارة إلى إيران وحلفائها في المنطقة، وتحديدًا حزب الله اللبناني.
إضافةً إلى ذلك، وُضِع 2000 عنصر من وحدة مشاة البحرية السادسة والعشرين في حالة تأهب قصوى. وتعدّ هذه الوحدة قوة رد سريع قادرة على القيام بعمليات خاصة، في حال صدور أوامر لها لدعم عملية إجلاء واسعة النطاق لمواطنين أو أسرى أميركيين لدى الفصائل الفلسطينية. وستنضم مجموعة أخرى من مشاة البحرية يبلغ عدد عناصرها أكثر من 4000 إلى الأسطول الأميركي قبالة سواحل فلسطين المحتلة. وتنفي إدارة بايدن وجود نية لنشر هذه القوات في أرض المعركة.
وفي19 أكتوبر الجاري، أعلن بايدن أنه سيطلب من الكونغرس 100 مليار دولار مساعدات لأوكرانيا وتايوان وإسرائيل، إضافةً إلى مخصصات لحماية الحدود الأميركية مع المكسيك. وأفادت الإدارة بأن المبلغ الذي ستحصل عليه إسرائيل هو 14 مليار دولار، إضافةً إلى ما تحصل عليه سنويًا؛ فهي تتلقى ما قيمته 3.8 مليارات دولار من المساعدات العسكرية الأميركية، على الأقل. وعلى مدى عقود، حصلت إسرائيل على أكثر من 154 مليار دولار مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة. وإذا أخذنا في الاعتبار نسب التضخّم، فإن مجموع ما تلقّته إسرائيل من الولايات المتحدة في الفترة 1946–2022، يصل إلى 245 مليار دولار أميركي تقريبًا.