إشتيوي الجدي يكتب: يا لها من حيلة ماكرة!!

دبلوماسي ليبي سابق

الحُكّأم العرب أمام عجزهم عن تحمّل أعباء المسؤولية الموكلة إليهم في القيام بواجباتهم الشرعية والأخلاقية والقومية والإنسانية حيّال نصرة إخوانهم واخواتهم فلسطينيو غزّة، بإصدار قرارات عربية رسمية حاسمة واتخاذ إجراءات تنفيذية رادعة، تدفع الإدارة الأمريكية للضغط على حكومة الكيان الصهيوني الإسرائيلي لإيقاف هجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي الهمجي على سكان قطاع غزّة.. لجأ الحُكّام العرب إلى اختلاق حيلة ماكرة تمثلت في دمج القمة العربية المرتقبة مع قمة أخرى للدول الإسلامية، في قمة عربية إسلامية موحدة !! بغية التنصل من أعباء مسؤوليتهم العربية القومية تجاه فلسطينيو غزّة، عبر الاختباء وراء قمة عربية إسلامية مشتركة، تعقد بمدينة الرياض – عاصمة المملكة السعودية- اليوم السبت الموافق11 نوفمبر الجاري. عوضا عن القمة العربية الخالصة التي كان مقرراً لها أن تلتئم في نفس اليوم.

فالقمة العربية الإسلامية المشتركة في تصوّر الحُكّام العرب من شأنها أن تخفف أعباء المسؤولية العربية القومية الملقاة على عاتقهم وسترفع عنهم الحرج أمام الجماهير العربية، حيث أنه ليس من الواقع في شيء ان تنتظر الجماهير العربية إقرار حُكّام الدول الإسلامية لإجراءات رادعة ضد حكومة الكيان الصهيوني الإسرائيلي، في حين بقى نظرائهم من الحُكّام العرب لأكثر من شهر جالسين على مقاعد المتفرجين والشعب العربي الفلسطيني الأعزل يتعرض أمام أعين العالم لأبشع إبادة جماعية على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي!!

ثم انه مالذي يملكه حُكّام الدول الإسلامية من الأوارق الضاغطة، مما لا يملكه الحُكّام العرب؟ الواقع يقول أن بأيدي الحُكّام العرب من أوراق الضغط ما من شأنه أن يضطر أمريكا وحلفائها الغربيين للضغط على حكومة الكيان الصهيوني الإسرائيلي لإيقاف الحرب الصهيونية الإسرائيلية الانتقامية ضد الفلسطينيين، ورفع الحصار الشامل اللا إنساني المفروض على سكان قطاع غزّة. لكن للأسف ما لا يملكه الحُكّام العرب حقاً هو المشاعر القومية الصادقة والإرادة السياسيةالشجاعة!!

ويجذر الإشارة هنا إلى أن الجماهير العربية، قد نفضت يدها من القمم السياسية العربية، إذ تأكدت أن كل ما قيل عن العمل العربي المشترك لم يتحقق مطلقا، ولا أصل له في الواقع، إلا على ورق بيانات القمم الرئاسية العربية.

ولهذا ليس من الصعب تخيل كيف سيكون شكل وتوجه وإدارة جلسات قمة عربية إسلامية مشتركة في هذا الظرف العربي العصيب حينما تُعقد تحت رعاية وإدارة دول هي في الحقيقة جزء لا يتجزأ من المشروع الصهيو- أمريكي في المنطقة العربية والشرق الأوسط؟

بالمختصر المفيد، تأتى هذه القمة العربية الإسلامية المشتركة في ظل وجود حكومة إسرائيلية صهيونية يمينية متطرّفة، وفي وقت يتّسم بشحّ التفاؤل حيال تحقيق السلام أو العدالة لهذا الشعب الفلسطيني المكلوم.
والحال هذه لا يمكن بأي حال من الأحوال توقع نتائج مبهرة من قمة دول مطبّعة منذ سنوات طويلة مع الكيان الصهيوني الإسرائيلي وأخرى كانت ومازالت تعتزم التطبيع الإقتصادي والسياسي والدبلوماسي مع حكومة الصهيوني النازي السفاح نتنياهو، الذي يقتل فلسطينيو غزّة بدم بارد ويتوعد فلسطين بأسرها بالويل والثبور؟

اخيراً..
اللهم أحمي فلسطينيو غزّة وكل فلسطين وكن معهم معينا وظهيرا ومؤيدا. آمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى