إشتيوي الجدي يكتب: غزّة تُباد أين أنتم يا عرب؟
دبلوماسي ليبي سابق
قرابة شهر بنهاره وليله، يتعرض الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة لهجوم – جوي، بحري وبري- صهيوني إسرائيلي أمريكي، هجوم انتقامي همجي، أقل ما يوصف به أنه جرائم حرب وإبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني. عدوان وحشي أودى حتى الأن بحياة حوالي عشرة آلاف- نحتسبهم عند الله من الشهداء- أكثر من النصف أطفال ونساء ومسنين- وعدد الجرحى والمصابين من المدنيين تجاوز العشرين ألف، علاوة على آلاف المدنيين المطمورين تحت الأنقاض، ناهيك عن مئات الآلاف من النازحين، وإحداث دمار وخراب شامل لقطاع غزّة. كل هذا التوحش لم يشف غليل السفاح نتنياهو، رئيس وزراء حكومة الكيان الصهيوني الإسرائيلي، ولم يُشبع حقد الصهيوني العجوز الخرف بايدن، رئيس أمريكا!!
هذا التوحش والعدوان الصهيوني الإسرائيلى الأمريكي على قطاع غزّة يتصاعد، والشهداء والجرحى كل يوم بالمئات، فيما نجد الحُكّأم العرب نائمون في العسل وكل همهم استجداء الصهيوني العجوز الخرِف بايدن، رئيس أمريكا ليتوسط لهم لدى السفاح نتنياهو، رئيس وزراء العصابة الإسرائيلية الصهيونية ليسمح بتسريع إدخال كميات محدودة من الإحتياجات الإنسانية الأساسية كالماء والغذاء والدواء إلى قطاع غزّة عبر معبر رفح المصري!!
مع أن وقف هذه المذبحة
لا يحتاج سوى إتفاق عربي رسمي يُلزم رئيس السلطة الفلسطينية “عباس ابورغال” بتجميد إتفاقية أوسلو ووقف كافة أشكال التنسيق الأمني مع حكومة الكيان الصهيوني الإسرائيلي، ويُلزم كذلك حكومات الدول العربية بتجميد كافة أشكال العلاقات مع حكومة الكيان الصهيوني الإسرائيلي وطرد سفراء حكومته من عواصم الدول العربية المطبّعة، كما يُلزم حكومات الدول العربية المصدرة للنفط والغاز بإيقاف عمليات التصدير للدول الداعمة للهجوم الصهيوني الإسرائيلي الأمريكي على قطاع غزّة. عندئذ فقط سوف تستجيب امريكا واوروبا للمناشدات العربية بما يكفل إعادة الحسابات ومراجعة السياسات الخاطئة تجاه القضية الفلسطينية، ومِنْ ثَمَّ سترضخ حكومة الكيان الصهيوني الإسرائيلي لقرارات الشرعية الدولية. لكن للأسف طغى الجبن على معظم الحُكّام العرب وخذلوا غزّة، وتركوا الشعب الفلسطيني يواجه خطر الإبادة الجماعية!!
تا لله انقطع الرجاء في معظم الحُكّام العرب.. والوقت ينفد لمنع الإبادة الجماعية في غزّة. وبات التساؤل الذي يفرض نفسه: أين حركات وأحزاب محور المقاومة من شر قد اقترب، ابادة جماعية لفلسطينيو غزّة.
ذلك أن تفاعل حركات واحزاب محور المقاومة على الصعيد العسكري الميداني لا يتناسب البتّة مع حجم همجية ووحشية العدوان الصهيوني الإسرائيلي الأمريكي الغربي على فلسطينيو قطاع غزّة..
إذ أنه وتأسيسا على قاعدة ” وحدة الساحات” يفترض أن تتجاوز حركات محور المقاومة في إيران، وسوريا، ولبنان، والعراق، واليمن المعوقات الداخلية لترقى إلى مستوى الحدث ذلك أن زمن الحسابات السياسية قد ولّى، ولأسباب ليس أقلها أنها لا تجدي نفعا الآن.
لذلك يجب على حركات محور المقاومة وقبل فوات الأوان تكثيف العمليات العسكرية ضد العدو الصهيوني الإسرائيلي من مختلف الجبهات في الضفة الغربية بفلسطين، وجنوب لبنان، والجولان السوري، واليمن، والعراق.
فالمقاومة المسلحة ضد العدو الصهيوني الإسرائيلي المحتل لفلسطين والأراضي العربية، هي عمل دفاعي مشروع تكفله القوانين والقرارات الدولية.. ولحركات المقاومة ان تستخدم جميع الوسائل والأساليب المتوفرة التي تمكّنها من دحر المحتل الغازي.
أما بقية الدول العربية شعوبها مغلوبة على أمرها وجيوشها لا تعدو كونها أداة طيعة بايدي الحُكّام!!
اللهم أحمي فلسطينيو غزّة وكل فلسطين وكن معهم معينا وظهيرا ومؤيدا.