محمد مطر يكتب: طوفان نوح وطوفان الأقصى
منذ ما يقرب من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، اشتد طغيان البشر على الأرض، فأرسل الله لهم سيدنا نوح عليه السلام، وظل يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، ولم يستجيبوا لدعوته، فأمره الله بتشييد السفينة، وكان نجارًا ماهرًا، وظل من أربعين سنة إلى مائة سنة حتى أتمها، وأثناء تشييدها كلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، حتى جاءت بوادر وعد الله إلى الكافرين من قوم نوح بتفجر الينابيع، وهطول المطر، وركب نوح سفينته ومن آمن معه من قومه، ومن كل زوجين اثنين من الحيوانات، وعم الطوفان أرجاء الأرض وأغرق كل من عليها دون استثناء، خلال مائة وخمسون يومًا، كعقاب لهم على خطاياهم.
اليوم وبعد مرور أكثر من ألفي سنة بعد الميلاد يعيد البشر الكرة مرة أخرى بمزيد من طغيانهم وتجبرهم في الأرض، وقد انقضى زمن الأنبياء وولى، ولم يستجيبوا لرسالة الإنسانية وحقوقها، والتي يتشدق بها الكبير والصغير، ولكنها ليست أكثر من كلمات فارغة يمضغها القادة في أحاديثهم العابرة..
“إنهم يقذفوننا بالحجارة” هكذا عبر الصهاينة في استهزاء وتحقير، لما يفعله شعب أعزل يدافع عن عرضه، الذي دنسه الصهاينة، وكرامة كانت قد أوشكت على الزوال، وتشدق المتصهينون من أبناء جلدتنا، واشتركوا في التحقير مما يفعله إخواننا في فلسطين، من مقاومة متقطعة، كانت هي البوادر لما أطلقوا عليه” طوفان الأقصى” بعدما أصبحت الحجارة كسفنٍ فضائية تغرق الصهاينة في رعب يفضي إلى الزوال، كعقاب لهم على خطاياهم المستمرة…
للقصة بقية إن كان في العمر بقية…