إشتيوي الجدي يكتب : ذودوا عن الحمى وادفعوا الاعداء.. يا حُكّأم العرب
مرة أخرى الصامدة غزّة تفضح ضعف إرادة الحُكّام العرب، فقد صموا آذانهم عن صرخات الأطفال الفلسطينيين الغزّاويين المظلومين والمنكوبين، بل أن بعضهم للأسف وجدوا المبررات للعدوان الهمجي الصهيوني الإسرائيلي على قطاع غزّة وألقوا باللائمة على حركتي حماس والجهاد الإسلامي! بينما قوات الإحتلال الإسرائيلي تمطر سكان غزّة بقذائف الصواريخ والقنابل المحرمة دولياً، وتتأهب عسكرياً لاقتحام قطاع غزّة.
في حين بلغت حصيلة ضحايا العدوان الهمجي الصهيوني الإسرائيلي على قطاع غزّة حتى الآن: حوالي خمسة آلاف وخمسمائة- نحتسبهم عند الله من الشهداء- أكثر من نصفهم أطفال ونساء ومسنين. الجرحى حوالي خمسة عشر ألف وخمسمائة مواطن ومواطنة. ومازال حوالي الألفين تحت الأنقاض.
فوق ذلك يعيش حوالي مليونين ونصف المليون فلسطيني وفلسطينية في قطاع غزّة تحت تهديد القصف الصاروخي والمدفعي الإسرائيلي على مدار الساعة وفي ظل حصار صهيوني إسرائيلي لا إنساني حيث لا ماء، لا غذاء، لا دواء، لا علاج، لا كهرباء، لا وقود، ولا إتصالات.. تحت لهيب صواريخ وقنابل وقذائف تنهال على الأحياء السكنية تهدم المساكن على رؤوس الساكنة، طالت حتى المستشفيات ومراكز الإيواء واللجوء الإنساني!
فلسطينيو غزّة فعلوا ماعليهم ومازالوا صامدون. فصائل المقاومة أطلقت أكثر من 5000 صاروخ
على قوات الإحتلال الإسرائيلي.
فماذا كان موقف الحُكّام العرب؟
لم نطمع في موقف عربي حربي رسمي!
كنّّا ندعو لموقف عربي رسمي موحد، موقف سياسي، دبلوماسي واقتصادي فحسب! وهذا مالم يحدث!
تحرّك عربي رسمي يتواكب مع حجم العدوان الصهيوني الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزّة.
ولكن لم يتحرّك أحد من الحُكّام العرب كما يجب،
لأكثر من اسبوعين تحمّلت خلالهما الصامدة غزّة بصبر الجبال هجوم صهيوني إسرائيلي انتقامي همجي من الجو والبحر والبر.
انتظاراً لتحرّكٍ سياسيٍّ عربي رسمي؟
ولكن للأسف ظل فلسطينيو غزّة وحدهم يتحمّلون طغيان حكومة الكيان الصهيوني الإسرائيلي لأن معظم الحُكّام العرب لا يستطيعون أن يقولوا لأمريكا لا!
للأسف الحُكّام العرب خذلوا فلسطينيو غزّة .. خذلوا الشعب الفلسطيني المنكوب في كل فلسطين. وكان يجب عليهم أن لا يختزلوا القضية الفلسطينية في توجهات قادة حركتي حماس والجهاد! ذلك أن تدمير قطاع غزّه هو بداية تدمير للضفة الغربية ولهوية القدس العربية والإسلامية، بغية تصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير فلسطينيو قطاع غزّة إلى مصر، ولاحقاً تهجير فلسطينيو الضفة الغربية وفلسطينيو 48 إلى الأردن.
رغم ما جرى ويجري في قطاع غزّة،
مازال أمام الحُكّأم العرب فرصة لإقرار مواقف تتجاوز عبارات الشجب والإدانة وترقى إلى مستوى خطورة العدوان الصهيوني الإسرائيلي على قطاع غزّة. بداية من توجيه رسالة واضحة لحكومة الكيان الصهيوني الإسرائيلي بأن تدمير قطاع غزّة سيعني مباشرة تجميد التطبيع ووقف اللقاءات والإتصالات بل وقطع العلاقات بمختلف أشكالها. وتوجيه رسالة واضحة لحكومات كافة الدول المؤيدة للعدوان الهمجي الصهيوني الإسرائيلي على قطاع غزّة بأنه عندما يتعلق الأمر بتصفية القضية الفلسطينية بطريقة عنصرية ظالمة تتهدد مصير الشعب الفلسطيني فإن حكومات الدول العربية المنتجة للنفط والغاز ستجد نفسها مضطرة إلى تخفيض كمية الإنتاج ووقف التصدير للدول المعادية للشعب الفلسطيني.
فبالله يا أصحاب الجلالة( استغفر الله) وأصحاب السمو والفخامة حُكّام العرب؛ متى يصحو الضمير العربى فى نفوسكم؟ فلقد آن الآوان لتهبّوا لإنقاذ شعبكم العربي الفلسطيني في قطاع غزّة وما تبقى من فلسطين في الضفة الغربية والقدس الشرقية،
وها نحن مازلنا نستصرخ فيكم النخوة والشهامة العربية؛ فذودوا عن الحمى، وادفعوا الأعداء، وإما أن تكتبوا على أنفسكم الذل والهوان.
تحيا الصامدة غزّة .. تحيا فلسطين كل فلسطين. والله أكبر فوق كيد المعتدي .. والله للمظلوم خير مؤيدِ.
دبلوماسي ليبي سابق