محمد مطر يكتب: قصة فلسطين
هل لي يا سيدي أن أعرض عليك العون، دون أن أكون متطفلًا؟
في الواقع..
أخشى أنك لن تستطيع أن تعبر عما تريد للقرد الذي يتحكم في هذا المكان..
إنه لا يتحدث العربية..
كما أنه لا يعرف شيئًا عن العامية المصرية.
يا سيدي إنني لم أكن ذات يوم مغرمًا بالجدال النظري حول من له الحق في فلسطين، فليس ثمة تعارض بين الصقور والحمائم، إلا في أروقة الحكم، إنني أتحدث عن حق الآخر في الحياة والحرية، وهم يجادلون عن الاحتلال والهمجية الصهيونية، وامتيازاتهم، وعن السلاطين والشيوخ الفاسدين…
يا بني..
كان مهمًا أن..
نجلس لأبنائنا نحكي لهم القصة من أولها، كي يعرف الجاهلون أننا لا ننسى، وأن الأقزام مهما تخيلوا أن بوسعهم طمس الحقائق، وزعزعة المسلمات التاريخية، فهم واهمون.
لقد انكسر غرورهم يا سيدي، وانكشف زيفهم، وتعروا أمام أطفالنا بعدما كانوا مختبئين خلف متاريس التكاذب…
ألا ترى صغارنا كيف يواجهون دباباتهم، إنهم يعملون عملًا جنونيًا، فهم يدركون جيدًا منذ نعومة أظافرهم أن اللحظة أثمن من حياة ممتدة في وحل العجز والمهانة…
إن من يريدون أن نجلس لنحكي لهم هم أكابر عروبتنا، لنستصرخهم كي يمثلونا ولا يخذلونا…
للقصة بقية إن كان في العمر بقية