مني النمر تكتب: اللعب بالنار … و الإنتخابات الرئاسية …!؟
تتقدم مصر ببالغ تعازيها و تضامنها مع الضحايا من الأطفال و النساء و الشيوخ من أهالينا في غزة ، و الضحايا من الأطفال و النساء و الشيوخ على الجانب الآخر ، فكلنا بشر نألم كما يألمون و نشعر كما يشعرون …
اما من تعمد القتل و سفك الدماء و إقامة المجازر البشرية ، فلا عفو و لا تعاطف ولا رحمة …
و ليعلم الجميع ، و كما قالها السيسي : مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حساب أطراف أخرى … و لا تهاون أو تفريط في أمن مصر القومي تحت أي ظرف» …
عقيدة مصرية لم و لن تتغير …
فمصر لا تتخلى عن التزامها بالقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
و قد طالب الرئيس السيسي المصريين بمتابعة الأوضاع المتواجدة على حدود مصر الغربية والجنوبية وكذلك الشرقية الآن ، و أشار على أن الأوضاع “هناك لحكمة لا نعلمها” دائما مشتعلة …!
و عليه فان مصر ترفض بشكل قاطع تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين التي تدعو الفلسطينيين إلى التحرك باتجاه معبر رفح وعبور المعبر إلى الأراضي المصرية …
و مع ما يجري على الأرض و ربطها بالاحداث …
نجد أنه هذه هى المرة الأولى التي تستهدف فيها حماس الجانب الاسرائيلي بهذا الشكل و التخطيط و التنفيذ و كم الخسائر سواء من قتلى و عتاد أو أسري من جيش الاحتلال …!
هذا من جانب …
من الجانب الآخر خرج علينا تصريح قوي في سابقة هى الأولى على مر تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي على لسان رئيس وزراءها بنيامين نتناياهو : و هو
“اسرائيل لن تتفاوض على الأسرى” …!
في حين كانت تقوم الدنيا سابقا على وجود أسير أو حتى رفات أسير اسرائيلي لدى حماس … فكيف مع هذا العدد الكبير من الاسرى و الذي يعد مخالفة كبيرة “للعقيدة اليهودية”…
كل هذا يثير العديد من علامات الاستفهام …!؟
هل هو أمر معد مسبقا …!؟
أم تم التخطيط له من قبل اسرائيل لجر حماس لهذا السيناريو …!؟
و كيف وصل كل هذا الكم من الأسلحة بهذه التقنيات بدون علم الحكومة الاسرائيلية … !؟
أم تم التمرير لتحقيق أهداف أكبر …؟
هكذا تصبح مصر و رئيسها بين طرفى الرحا ..
إما … أو … إما …
إما الأولى …!
توريط مصر بتحريض و دفع جيش الاحتلال للاشقاء الفلسطنيين في غزة على النزوح إلى سيناء كملاذ آمن وحيد من القتل و التدمير و الاجتياح البري لجيش الاحتلال … و الذي يتبعه ضغط داخلي و عربي و دولي بفتح معبر رفح لعبور النازحين …!
و بالتالي القضاء على القضية الفلسطينية و تفريغها من مضونها بفرض سياسة الأمر الواقع و إيجاد وطن بديل “سيناء” …
و بناءً عليه أكدت مصر أن السيادة المصرية ليست مستباحة وسلطة الاحتلال مسؤولة عن إيجاد ممرات إنسانية لنجدة شعب غزة …
و على أهمية التعامل مع القضية الفلسطينية من منظور شامل يعالج جذور الأزمة ويحقق الاستقرار الدائم في المنطقة …
و على أن : “الحدود المصرية منذ آلاف السنين هي الحدود القائمة ، ولم يكن لمصر أبدًا تطلعات لتجاوز هذه الحدود أو الطمع في حدود أو أرض أو مقدرات الآخرين ، ودائمًا ما نرضى بما قسمه الله لنا ونعمل به ”
إما الثانية …!
فتأتي تزامنا مع وقت في غاية الدقة داخل مصر ، الاستحقاقات الانتخابية للرئاسة المصرية و التي تؤكد مؤشراتها الأولية على فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بدون منازع …
إذ يعد هذا ثاني أكبر سبب لافتعال و إختلاق الأزمات على الحدود المصرية الفلسطينيةفي هذا التوقيت ، و مهما كانت النتائج أو الخسائر في الأرواح…!
“فالسياسة ما هى إلا لعبة قذرة” …
هى محاولة يائسة للتأثير سلبا على شعبية الرئيس السيسي في الشارع المصري قبيل الانتخابات الرئاسية ، الأمر الذي يمكن أن يؤدي الى عزوف الناخبين عن النزول و المشاركة بالتصويت
إذا ما تم رفض فتح الحدود للنازحين …
مما يضعف من صورة الرئيس أمام الرأى العالمي و تصدير صورة مغايرة للحقيقة عما يحدث داخل الشأن المصري …
و مع أن التجربة هي خير دليل …
لكنهم مازالو لا يعلمون أن
المصريون أذكى مما يظنون …
فنحن شعب لا ينقاد وراء المؤامرات ، نشتم رائحتها و ندرك أهدافها … فيزيدنا ذلك تلاحما و إصطفافا وراء قيادتها …
قد يعتبر البعض أن هذا التحليل بعيدا عن الواقع و ما هو إلا تبني لنظريات المؤامرة …!
و لكنها الحقيقة … و التي توضح مدى رعب إسرائيل و الغرب و على رأسهم الولايات المتحدة من تولى الرئيس السيسي رئاسة مصر للفترة المقبلة …
حتى و إن كان الثمن هو آلاف الضحايا من الأطفال و النساء و الشيوخ ، جل ذنبهم أنهم تواجدوا في عالم عديم الرحمة و الشرف …!