ابراهيم العمدة..يكتب: الصحة النفسية والجمعيات الأهلية
يبدو أن مستشفي الصحة ىالنفسية العباسية تريد أن تغسل كافة ما يحدث بها فمنذ شهر تقريباً كان هناك لقاء مصور من داخل المستشفي وكيف أنها علي أفضل ما يكون وهذا الأسبوع قام زميل بنشر تحقيق من داخل المستشفي أن الوضع تمام وإنها أفضل مستشفي للصحة النفسية في مصر وهذا ما نتمناه بالفعل.
ولكن هل هذا حقيقي.. أشك في ذلك فالمخالفات التي نشرناها علي مدي أسابيع علاجها يحتاج إلي قرارات حازمة وصارمة فما نراه أن المستشفي الآن تهتم بالجانب الاقتصادي وليس الطبي فهناك قرار أن المريض يظل في القسم المجاني لمدة ستة أشهر بعدها إما أن يخرج من المستشفي وإما أن يدخل القسم الاقتصادي لتكملة العلاج ولا نعرف لماذا لم يضع القرار في الحسبان أن هناك من يحتاج إلي علاج أكثر من ستة أشهر فمن يظل في القسم المجاني ستة أشهر هل ستهبط عليه ثروة من السماء كي ينتقل إلي القسم الاقتصادي.
معني خروج المريض بعد ستة أشهر إلي الشارع، لو كان أهله أو هو غير قادر علي العلاج الاقتصادي معناه ما نراه في الشارع الآن من زيادة عدد المرضي فبدلاً من أن كان موجوداً في مستشفي مجاني معزز مكرم في صرح عملاق اسمه مستشفي العباسية يعد المستشفي الأول في الشرق الأوسط فهو الآن سيخرج إلي الشارع دون علاج لأنه ببساطة قد يكون هو وأسرته ليس لديه ما يدفعه في القسم الاقتصادي.
من الممكن بالفعل تحويل المستشفي بالكامل إلي القسم الاقتصادي ولكن بضوابط بمعني أن يتم تجميع الحالات التي تحتاج إلي علاج وأسنادها لإحدي الجمعيات الخيرية لتدفع عنهم المبالغ المطلوبة فهؤلاء المرضي سواء المرضي النفسيين أو المدمنين لا حول لهم ولا قوة.
أتمني من وزير الصحة الذي نجح بالفعل في العديد من البرامج الصحية والمبادرات الصحية أن ينظر في كيفية الحفاظ علي المريض النفسي وإنقاذه من براثن الإهمال والشارع الذي سيجعل منه مجرم حقيقي.
وإذا كانت القضية قضية أموال وتمويل فلدينا مئات الجمعيات الخيرية والصناديق التي من الممكن أن تتكفل بذلك.
وللحديث بقية.
ebrahem-alomda@yahoo.com