إشتيوي الجدي يكتب: غزّة تستصرخكم يا عرب.. وين الملايين الشعب العربي وين!!
على مدى السنوات السبعة عشرة الأخيرة، عاش حوالي مليوني ونصف المليون فلسطيني وفلسطينية محشورون في قطاع غزة تحت وطأة حصار ظالم فرضته قوات الإحتلال الإسرائيلي، علاوة على اعتداءات عسكرية همجية متكررة. ولطالما ناشدوا المجتمع الدولي التدخل لفك الحصار الظالم وإنهاء القمع الوحشي الذي يعيشون تحت وطأته.
وها هو الكيان الصهيوني الإسرائيلي يعاود الكرّة ويشن هجوماً عنيفاً على أهالي قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الجاري، لحد الآن أدى إلى استشهاد
حوالي الألفين فلسطيني وفلسطينية بينهم مئات الأطفال والنساء، علاوة على حوالي ثمانية آلاف من الجرحى ذكورا واناث.. وإن الرقم سيكون قابلا للزيادة يوماً بعد الآخر طالما استمر الهجوم الهمجي الصهيوني الإسرائيلي على قطاع غزة.
من المعلوم ان حكومات أمريكا وحلفائها الغربيين أتخذت مواقف مؤيدة للهجوم الصهيوني الإسرائيلي على قطاع غزة، ليس هذا فحسب حيث أعربت حكومات تلك الدول عن استعدادها لتقديم جميع
ما تحتاجه حكومة الكيان الصهيوني الإسرائيلي للإنتقام من الفلسطينيين والثأر من حركة حماس.
بل أن الرئيس الأمريكي الصهيوني بايدن، أعلن صراحة جاهزية أمريكا لدخول الحرب إلى جانب الكيان الصهيوني الإسرائيلي، وأرسل حاملتي طائرات محملة بمئات الطائرات الحربية وآلاف الضباط والجنود “المارينز” لشرق البحر المتوسط لتكون على أهبة الاستعداد. بريطانيا هي الأخرى ستسلك مسلك أمريكا، إذ أعلن رئيس وزراءها الهندوسي سوناك، عن عزم بريطانيا إرسال سفينتين حربيتين تحمل على متنها طائرات هليكوبتر حربية للتمركز في شرق البحر المتوسط بغية دعم المجهود الحربي الصهيوني الإسرائيلي.
مع أن المنطق السليم يملي على حكومات الدول العظمى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا أن تتبنى موقفا يدعو إلى التهدئة ونبد العنف والابتعاد عن سياسة الفعل ورد الفعل، والتصرف بما يتسق مع ميثاق الأمم المتحدة. لكن للأسف الموقف الأمريكي والبريطاني والفرنسي، والغربي عموما، جاء داعما لحكومة الكيان الصهيوني الإسرائيلي، وأشبه ما يكون بالتحريض على العنف والانتقام من حركة حماس، دون أدنى مراعاة لسلامة اثنين مليون ونصف المليون من المدنيين العُزّل مهددون بالموت فى قطاع غزة تحت سماء مشتعلة بوابل الصواريخ والقنابل التي تطلقها قوات الإحتلال الإسرائيلي.
ومن المعلوم ايضاً أن سلطات الأمر الواقع لدولة ليبيا الفبرايرية، ابتداءا من المجالس الثلاث الرئاسي، والنواب، والدولة، ومرورا بالحكومتين (الدبيبة بالغرب، وحماد بالشرق)، وانتهاءا بالقيادة العامة للجيش المتمركزة بقاعدة الرجمة؛ جميعهم أعربوا عن تعاطفهم مع الفلسطينيين الغزاويين. لكن المفارقة هنا هي أنه طيلة الأيام الستة الماضية من عمر الهجوم الصهيوني الإسرائيلي الهمجي المستمر على قطاع غزة، ما فتئ المسؤولين الفبرايريين يستقبلون بالأحضان والقبلات وزراء وسفراء الدول الغربية دون أدنى مراعاة لمشاعر الشعب الليبي الغاضبة تجاه مواقف أمريكا وحلفائها الغربيين المؤيدة للهجوم الصهيوني الإسرائيلي الظالم على الغزاويين الفلسطينيين، ناهيك عن أن أيا من هؤلاء المسؤولين الفبرايريين أمثال المنفي، والدبيبة، وتكالة، وعقيلة، وحفتر، لم يعرب عن تحفظه على المواقف الأمريكية والغربية اللا إنسانية المؤيدة للكيان الصهيوني الإسرائيلي.
في حين كان يجب أن يتوقف المسؤولين الفبرايريين خلال هذه الفترة عن عقد اللقاءات المباشرة مع المسؤولين السياسيين والدبلوماسيين والعسكريين الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين والالمانيين والايطاليين وغيرهم من الرسميين الغربيين طالما ظلت مواقف حكومات أمريكا وحلفائها الغربيين مؤيدة وداعمة للهجوم الهمجي الصهيوني الإسرائيلي الظالم على قطاع غزة. عندئذ ستكون البيانات السياسية الصادرة عن مجالس الرئاسي، والنواب، والدولة، والحكومتين الغربية والشرقية، ذات مصداقية. اما استسصدار بيانات ” حبر على ورق ” تزعم التعاطف مع الشعب الفلسطيني، وفي المقابل يستقبل المسؤولين الفبرايريين بالأحضان وزراء وسفراء الدول الغربية المؤيدة للهجوم الصهيوني الإسرائيلي اللا إنساني على الأطفال والنساء والعجائز والكهول في قطاع غزة؛ فهذه سياسة نفاقية مكشوفة تنتهج مسلك ذو الوجهين وذو اللسانين، ولن تنطلي على الشعب الفلسطيني وقياداته النضالية والسياسية.
وفي هذا الصدد يجذر التنويه إلى أن أفعال مسؤولي سلطات الأمر الواقع الحاكمة في ليبيا منذ أواخر 2011، لا تعكس حقيقة ليبيا ولا تُعبّر عن إرادة الشعب الليبي المسكون بحب فلسطين كل فلسطين.
يالخجلة ليبيا من هؤلاء وأولئك الخونة الفبرايريين عملاء الإستعمار.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
عاشت الصامدة غزّة .. عاشت فلسطين والنصر آتٍ بعون الله.
دبلوماسي ليبي سابق