مني النمر تكتب: روح أكتوبر لن تنتهى …

ربما جاء يوم …نجلس فيه معاً … لا لكي نتفاخر ونتباهى … ولكن لكي نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل … قصة الكفاح ومشاقه … مرارة الهزيمة وآلامها … وحلاوة النصر وآماله…

و ها نحن و قد جاء اليوم ، في الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر المجيد نجلس معا نتفاخر و نقص و نروى ملحمة النصر و إستعادة الكرامة …

ظلت حرب أكتوبر بكل تفاصيلها رمزا للفخر والعزة للمصريين بشكل خاص ، والعرب بشكل عام ، و دروساً تعلم و تدرس في العالم أجمع حتى الآن .

فقد أقر العالم أن الانتصار المصري في حرب أكتوبر 1973 قد غير العديد من المفاهيم في مجال الفكر العسكري العالمي ، وهذا يدعونا كمصريين أن نفخر بأبنائنا ورجالنا العظماء رجال القوات المسلحة الذين خططوا ونفذوا هذه الحرب .

6 اكتوبر ليست مجرد ذكرى ليوم عظيم في التاريخ المصري ، بل معجزة بكل المقاييس …تقول اننا قادرون في أي وقت و تحت أى ضغط على العبور ..

فمازلنا نسطر عبورات عديدة و انتصارات أكتوبرية جديدة لا تقل فخرا عن عبور السادس من اكتوبر 73 …

فقد نفضت مصر عن نفسها الصورة التي أرادوها لها من عدم الإستقرار و انتشار للفوضى و الإرهاب للوصول إلى مصير الدولة الفاشلة و المقبلة على الإفلاس … إلى مصر الجديدة في الجمهورية الجديدة ، إلى أمن و استقرار وتنمية وسط محيط مشتعل ومضطرب ..

فكما استطاعت مصر تحويل الهزيمة الى نصر فى 6 سنوات و العبور فى 6 ساعات بتحطيم أكبر مانع مائي و ساتر ترابي فى العالم …

استطاعت أيضاً تحويل الإنهيار و الدمار و الفوضى بعد 2011 إلى نجاحات استحقت بها انتزاع إحترام العالم ، و التأكد من مدى قوة المصريين …
و أنهم شعب لا يلين و لا يقهر و لايستكين ، ولا يعرف للإنتصار بديل …

حيث حرصت القيادة السياسية على ترسيخ مؤسسات الدولة المصرية وحمايتها ، بأتباع برنامج إصلاح اقتصادى كبير انتشل اقتصاد البلاد من مسارات مدمرة ومؤشرات متدنية و الذي أدى بدوره إلى تحسين بيئة الاستثمار وتشجيعه …
و تحوليها الى دولة يهابها البعيد قبل القريب …

تأمين الحدود ، القضاء على الارهاب ، بنية تحية ،طرق ، طاقة نووية ، تنويع مصادر السلاح ، تطوير صناعات حربية ، إحياء صناعات قومية ، إكتشافات بترولية ، تعمير سيناء ، تنميةالصعيد ، حياة كريمة ، توشكى ؛
تحالفات دولية و كيانات صناعية عملاقة ؛
لنصل إلى نهضة حقيقية إلى مصر الحديثة …

و لم يأتي كل هذا مصادفة بل انتصارا و تتويجا للارادة المصرية ، و كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي بعزيمة أبنائها المخلصين …

فتم استعادة الدور المصرى إقليميا و عالميا و ازلنا عنا خضوع التبعية في عالم لا يعترف إلا بالقوة ” العفي ما حدش يقدر ياكل لقمته ”

فلنفتخر بما حققناه و بما وصلنا إليه بقوة و اصرار وبصيرة و رؤية ثاقبة في احباط كل ما كان يحاك لنا في الخفاء …

نعم نحن كما قال السادات:
“إننا شعب بسيط ومتواضع ، ولكن تتفجر فينا كل الشراسة والعناد إذا ما حاولت دولة أن تمارس الضغط علينا ” .

و ختاماً لا يسعنا إلا تقديم وافر التحية و الإجلال و التقدير لأرواح ضحت لرفعة هذا الوطن برفع رايته عالياً.

تحية إجلال و اعتزاز لأبطال لا نراهم الآن و لكننا لن ننساهم أبدا و سيظلون نبراسا تهتدي به أجيال وأجيال .
أبطال سطروا أسماءهم بحروف من نور في ذاكرة التاريخ و ما زالوا يسطرون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى