محمد بوخزار يكتب:حركية النسيج السياسي في أسبانيا
النواب الاسبان الذين تحدثوا في البرلمان، باسم فرقهم؛ رغم اختلاف أحزابهم وتباين مواقفهم، نجحوا عموما في ابراز وجهات نظرهم، بوضوح ومنطق متماسك،بصدد القضايا الصغيرة والكبيرة المثارة. دافعوا عنها بالوان الخطاب الممكنة: الإقناع، الانتقاد والهجوم حد الاتهام وكذا الشتائم المتبادلة. هذا الجو المشحون تحت سقف المؤسسة التشريعية؛ اكسبهامع الزمن والتطور السياسي في البلاد ؛مصداقية اكثر، واحتراما من الرأي العام الذي يشارك بنسبة، غالبا ما تكون مرتفعة في المعارك الانتخابية المحتدمة. يمكن القول إن إسبانيا هي الأحسن بخصوص المشاركة والابتعاد عن العزوف السياسي؛ مقارنة بالدول الاوروبية .
جلستان حاميتان عقدهما مجلس النواب في ظرف أقل من اسبوع؛ مرتا إجمالا في نظام واحترام لضوابط قانون مجلس النواب؛ ترأسه سيدة من الحزب الاشتراكي،خلفت رفيقة لها من نفس التنظيم؛ ذلك أن الحزبين الكبيرين الشعبي والاشتراكي، يحرصان على تقديم أفضل المرشحين لرئاسة غرفتي البرلمانlas cortes يتم التدقيق فيى سيرة كل مرشح بحثا عن الأخطاء والمخالفات المضرة بالصالح العام ؛ وليس مصادرة الحرية الشخصية؛ فالرئيسة الحالية مثلا ليست متزوجة ولكنها تبنت طفلين صحراويين؛ يعيشان في كنفها؛ أكثر من ذلك فانها من مؤيدي النظام الجمهوري. الزمن والممارسة السياسية والكفاءة الفكرية، انضجتها فنجحت في الوصول إلى المجلس الموقر في أصعب ظرف سياسي.
يقال ان بيدرو سانشيث اكتشف مواهبها منذ مدة ، حيث راهن عليها كعجلة احتياط جيدة وهيأها للمهمة الجديدة، يمكن القول انها القوة الناعمة ،بينه وبين الانفصاليين في اقليم كاتالونيا؛ وبالتالي فبعض المعلقين يراهنون على انها قد تنجح في إقناع الطرفين بتوافق وتنازلات متبادلة؛ تمكن سانشيث من البقاء في قصر “لامنكلوا”
* كاتب صحافي مغربي