نهلة جمال تكتب: لتكن بداية مختلفة
الإبداع أن تعزف بالمتاح لتنتج غير المعتاد بشرط النفع والحسن .
فالقلم واحد تمسك به أنامل عدة وفي كل يد يخط كيفما شاءت ويعبر عنها، وهنا تكمن المسألة، كيف لك أن تصنع من الخط لوحة فنية ومن الكلمة قصيدة جميلة أو قصة مثيرة، إن صناعة المبدع تحتاج وعي أسري يلاحظ ويراقب سلوك وملكات الطفل ويشجع ويحفز الفعل الطيب وينمي معه مهارات التفكير العليا ، ببساطة أكثر
لا تتلخص التربية في الاطعام والحماية بل في البناء للشخصية ثم التنمية والتطوير ، وهنا تأتي الملاحظة لاهتماماته وقدراته ومحاولة توسيع دائرة وعيه حول ماهية الأشياء وربط الأحداث ببعضها واستنتاج الحلول ، والتفرقة بين المعطيات والنتائج والعمليات بينهم .
فاي لعبة يمارسها حتي لو بازل هي مجموعة من المعطيات وعلينا ربط اجزائها وتكوين صورة بصرية لها ومحاولة تحريك القطع لتكوينها حتب تتحقق النتيجة فلا نجاح حقيقي بلا جهد وتفكير مخطط .
وهذا سر تفوق البعض رغم ضيق الفرص المادية أمامهم في حين يعاني من يتوفر له كل الأدوات من ضياع الوقت والجهد لأنه يعتمد علي عشوائية التصرف والقرارات السريعة الانفعالية ولذة اللحظة بينما خطط الأول وتحمل بحثا عن نتيجة مؤجلة لكنها حتمية لتوفر المعطيات والعمليات قدر الإمكان .
ومع بداية عام دراسي جديد نحتاج لوقفة مع أولادنا لنحدد معطيات الدراسة والبيت والشخص : مواد ومقررات وشرح وكتب وأدوات دراسية ووقت مخصص وتغذية مناسبة وساعات نوم كافية ، وعمليات: نية الاجتهاد وطلب العلم ، طاعة الخالق بالعبادات لكسب راحة النفس وصفاء الذهن ، استقبال المعلومة وتحليلها وربطها والتدرب علي العلاقات بينها وبين المعلومات الأخري بالتمرينات والاسئلة والتركيز علي التفاصيل المميزة لكل حالة وتنظيم أوقات المذاكرة و مراجعة مستمرة، لتكون النتيجة فرحة لا حدود لها ليست فرحة فوز بمجموع، إنما النجاح في تخطيط المسار وبناء الشخصية السليمة، وهذا التخطيط سيوضح مواطن القوة والضعف في كل الاهتمامات لتدرك من أنت وأين، ما المعطيلت التي تتعامل معها بيسر واختلاف عن غيرك ، وليبدع كل شخص في مجاله برؤية تميزه لما هو متاح ليختلف عن الجميع.