صفوت بسطا يكتب: المساحة الشخصية (الخصوصية)

تعريف الخصوصية تعنى قدرة الشخص منع المعلومات المتعلقة به حتى لا تصبح معروفة للآخرين، وقدرة الفرد أو الاشخاص على عزل أنفسهم أو معلومات عنهم ليس لأحد الحق فى معرفتها، وبذلك فإنهم يعبرون عن أنفسهم بطريقة انتقائية ومختارة.

يعنى من حقى حجب معلومات شخصية تخصنى عن الآخرين، لشعورى بأنها غير مفيدة لهم أو أود الأحتفاظ بها لنفسى، وليس لدى رغبة لمعرفة أحد بها.

لكن للأسف الشديد هنا فى مصر نفتقد الخصوصية بصورة كبيرة جدا، فالناس طوال الوقت يطالبونك بمعرفة أدق تفاصيل حياتك الشخصية ليس لأى سبب ألا لأرضاء تطفلهم وأشباع رغبة معرفتهم بكل شئ فقط.

طوال الوقت تجد أسئلة من نوعية مرتبك كام وبيكفى ولا لا وعملت أيه فى الموضوع الفلانى و….و……وألخ، لتجد نفسك مطالب دائما بالرد على أسئلة لا تعرف سبب أهميتها لمن سألك سوى أرضاء تطفله.

أصبحنا نجهل كل شئ عن معنى الخصوصية، فعندما تستقل أى وسيلة مواصلات وتحاول أستخدام موبايلك لتصفح الفيس أو الواتس، ستجد من بجوارك يشاركك التصفح، ومن الممكن أن ينصحك ماذا تكتب فى التعليقات أذا توقفت لقراءة بوست معين.
ما يغضبنى ليس هذه التصرفات فقط، ولكن وصلنا لمرحلة أصعب بكثير فعندما تفكر فى الوقوف فى طابور لشراء تذكرة مترو أو تسليم أى أوراق فى مصلحة حكومية أو تستخدم السلم الكهربائى فى محطات المترو أو المولات، فتجد الشخص الذى خلفك يلتصق بك بشكل غريب، وعندما تلتفت إليه وتطالبه بترك مساحة بينك وبينه حفاظا على الخصوصية تجده ينظر إليك نظرة أستغقر الله العظيم أنت أيه اللى بتقوله ده.

ومن ضمن المواقف أيضا، لو قررت ركوب أتوبيس أو قطار وكل شخص محدد له كرسية فتجد الشخص الذى بجوارك يشاركك كرسيك.

مشكلتى أصبحت لا أستطيع تحمل مثل هذه التصرفات، وأصبحت كثير التحدث مع الآخرين عن حدودى الشخصية وعدم السماح لهم بأنتهاك مساحتى الشخصية، وهو ما يوقعنى فى الكثير من المشاكل رغم محاولاتى منذ فترة كبيرة عدم الدخول فى أى مناقشات عقيمة.

أرجو من الدولة الأهتمام بتدريس مادة عن السلوكيات لتعليم الأجيال الجديدة السلوكيات الصحيحة كأحترام خصوصية الآخرين ومساحتهم الشخصية ومعتقداتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى