أمواج سيدي مغايث المعلقة

أصيلة مصطفى البعليش

أقترح حدائق سيدي مغايث المعلقة على الشاعر سي محمد الذي جاءنا بصيد وفير من القصائد وسيره الشعرية من تخييمه في شاطئ سيدي مغايث عنوانا… فيتدخل عبد الصمد بتصويب الحدائق وتعويضها بالأمواج…

استوحيت الحدائق من بابل وجمعتها مع المعلقات الشعرية في الكعبة لأقدم اقتراح عنوان الديوان الشعري لشاعرنا ولكن عبد الصمد وكعادته يصوب ما لا يصوب ويدخل منخاره في كل شيء… وقبل ان نتخلص من حشر أنف هذا الأخير يرتمي الشاعر على الاقتراح ليلوي عنقه وقرفدته ويحذف الولي الصالح سيدي مغايث بعد ان استفاد من عطاياه الكثيرة… تبحيرة على أعلى مستوى تحت النجوم الساطعة مرة، ومرات مع لهيب الشمس الحارقة وقد فرش له الرمال الذهبية. وغطاه بنعمة الوصول والاتصال والسمو والسموق والعلو والعروج….

أعود إلى طاولتي بعد ان تخلصت من تدخلات عبد الصمد بفضل الحبيب الذي شغل الأول في شرائط الطوندوس وفضائح البر والبحر والسماء. وانصرفت إلى وجه البشير البشوش وهو يغازل قهوته… الشاعر يراقب رواد مقهى مراكش والمقاهي المجاورة. ويحرس موكب احمادتشة الصاعد من الامام الأصيلي إلى سيدي مفتاح.. وفي بعض المرات يفتح هاتفه ليدون خاطرة قبل ان تطير منه… أكاد أجزم ان شاعرنا سوداوي.. على الأقل لأن ملابسه سوداء وهو وفي لها.

الشاعر محمد يصيخ السمع لموسيقى الغيوان.. الساعة تشير إلى منتصف العمر ولازالت الظاهرة الغيوانية تحظى بحب وعشق الشباب. وشاعرنا شاب يافع جاوز العشرين بقليل وجاوز العشق والحب بسنوات ضوئية… نغمات البانجو تطرب القلب.

من يعشق كناوة يمكنه زيارة تشلينكيطو حميد قرب مقبرة اليهود ومن يهوى الظاهرة الغيوانية يمكنه ضبط عقارب ساعته عند منتصف الليل في مقهى عبد القادر الصحايبة. أما الطرب الأندلسي فهو موعد متجدد كل سبت في مقهى زريرق حيث يأتي العشاق من جميع مدن الشمال ليؤنسوا الصور البرتغالي لمدينتنا.

صيف المدينة مميز فباستطاعتك صلة الرحم بكثير من الوجوه الطيبة. ولد الأصوفي ولاد الراضي ألوات وغيرهم كثير… ويمكنك السباحة معهم في نوستالجيا زمن الطفولة الجميل. بالإضافة لهدوء الليل الذي يوقد شعلة الشعر عند شعرائنا المبجلين…

ارجع إلى المنزل وأتخفف من لباسي وقد عزمت على النوم. دون فائدة… صوت الأمواج تهدر في أذني علني أنظم قصيدة أو أي شيء حتى ولو لم يعده العروسي شعرا…

أنا لا تهمني المسميات. يكفي أن يجد النص في صدري القبول.

أنظر نحو الأعلى فلا أرى غير السواد. أين هي نجوم الشاعر كي توشح صدري فأصير جنرال نظم قصيدة النتر.
أنتر انفاسي كما لو كنت أدخن. بل أنا أدخن غدايدي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى