عبير عزت تكتب: التضحية

ماهي التضحية ؟ ومتي وإلي أي مداي تكون التضحية ؟ لكل مجتمع عاداته وتقاليده المنبثقة من البيئة المحيطة والتي بدورها بتشكل وتكون الشكل النفسي للإنسان .
في مجتمعاتنا العربية هناك عادات وتقاليد ومفاهيم خاطئة تتوارثها الأجيال لمجرد أنهم نشاؤ وجدوا ذاويهم معتادون علي القيام بهذة العادات والتقاليد .

منها مفهوم التضحية لدي مجتمعاتنا العربية الخطأ .
ما معني التضحية ؟ التضحية هي بذل أقصي مايمكن من مجهود سواء بدني أو نفسي لتحقيق هدف معين يختلف من شخص إلي آخر والتضحية صفه تُكتسب من البيئة المحيطة ومن أجمل الصفات . ولكن مثل أي شئ في الحياة لابد أن تكون بتوازن .

أتعجب حينما أري أشخاص يعتقدون بلا يؤمنون بأن التضحية لابد أن تكون فناء وموت معنوي للمضحي علي قيد الحياة .
ودائمأ تكون التضحية من طرف واحد وفي الأغلب تكون المرأة
بداية التضحية البنت في الأسرة واجب عليها التضحية من أجل أخواتها الذكور . واجب عليها خدمة الذكور بالبيت وكل طللباتهم مجابه . ولا يجوز الأعتراض مهما كانت تفعل عليها تتوقف وتفعل الشئ الذي طلب منها حتي وإن كان غير مهم وحتي إن كانت ما تفعله هي أهم مثل المذاكرة علي سبيل المثال .
وتربينا علي أن الولد لا يجوز يتعاون في المنزل أو المساعدة في الواجبات المنزلية حتي وإن كان ما سيفعله يخصه مثل ترتيب غرفته . هو الحاكم بأمر الله دوره يأمر فقط ويجاب .

إذا تعثرت الأسرة مادياً ووجب عليهم تخفيض الأعباء المادية أول
ما يفكرون به إجبار البنت علي ترك دراستها دون إتاحة وجود إختيار او تفاضل بين من اكثر تفوق دراسياً ومن لا
حتي وإن كانت البنت أكثر تفوقاً دراسياً هذا لا يعنيهم الولد أهم
وتتوالي التضحيات وصولاً إلي حياة أي إمراة كا زوجة وأم
من بداية الزواج تبدء رحلة التضحيات التي لا تنتهي إلا بنتهاء حياة هذة المرأة .
تبدء تفقد أي شئ يسمي خاص لها بداية من راحتها الجسدية
يجب عليها تحت أي حال تهتم وتخدم وتفعل كل شئ في المنزل
للأشخاص المقيمين معها مهما كانت حالتها لا يعنيهم مريضة كانت مرهقة . حتي وإن كانت إمراة عاملة لا يهم كل هذا المهم تلبيه كل طلباتهم ومتطلباتهم .

وثقافة التعاون والمشاركة شبه منعدمه في مجتمعاتنا العربية
ويعتبرها عيب إلا من رحم ربي .
يجب عليها ان تضحي وبراحتها ووقتها وصحتها ومظهرها من أجل الجميع .
يجب أن تبذل فوق طاقتها كي تكون زوجة وأم صالحة
يجب أن تقدم الجميع عليها والجميع يقدموا أنفسهم عليها ويجعلوها في الترتيب الأخير . ولا أعلم من أين رسخ هذا الفكر في رؤسنا . رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يعاون زوجاته
في كل شئ إذاً ما نتحدث عنه ليس له علاقة بالدين من قريب أو من بعيد ..
وإذا كانت مع كل هذا تعاني من حياة زوجية غير مستقرة ولا متكافئة مع الشريك الزوج غير مسموح لها بالتفكير في نفسها
وإحتياجتها ومشاعرها وصحتها النفسية .
ولا يجب وضع نفسها في أختيار ما بين نفسها وراحتها وبين الإنفصال أو تفكك الأسرة كما يقال .
يجب عليها تحمل ما لاطاقة لها به وإستنذاف نفسها وعمرها في سبيل الجميع .
وإذا حدث وأتخذت قرار الإنفصال لأستحاله الإستمرار عليها تواجه ما يلي …
بعض الرجال يرفضوا الطلاق تعند وتعمد لكسرها والأنتقام منها لرفضها الإستمرار معه لمجرد أعتقاده أنها بهذا القرار أهانت رجولته

وتقوم الحرب وإجبارها علي اللجوء إلي الدخول في دوامة التقاضي وإستنذافها مادياً ومعنوياً ومشاكل لا حصر لها جميعأ نعلمها جيداً .
وإذا كان زوج سوي وتم الإنفصال بإحترام تأتي مرحلة آخري من المعاناه وهي …
نظرة المجتمع للمطلقة كونها شخص معيوب ومذنب النظرة التي تجبرها أن تضحي بحريتها في تخطيط حياتها ومستقبلها بالشكل التي تري إنه يناسب ويلائم شخصيتها و إمكانيتها التفسية والعقلية
لأنها فقط مطلقة . خائفة دائماً مترددة في عمل أي شئ وكل شئ خوفاً من كم الإتهامات التي ستلصق بها من جميع المحطين .
وإذا صادفها شخص مناسب لبداية جديدة ربما تكون الأحسن
تتزوج مرة آخري كيف هذا . ماذا يقولون الناس عنا لا .
يجب أن تضحي من أجل أبناءها وتقوم علي تربيتهم دون النظر لإستخدام حقها الذي شرعة الله لها مهما كان عمرها .
مع كل التقدم والتكنولوجيا الحديثة والتطور إلا أن مجتمعاتنا العربية لا تتطور في الفكر مازالت معتاده علي التفكير بهذا الشكل المخجل .

التضحية بشكل عام ليس معناها الموت علي قيد الحياة .
التضحية بذل مايمكن بذله حسب قدرة كل إنسان من أجل تحقيق الإستقرار والتوازن النفسي .
ولن يكون هناك إستقرار أو توازن نفسي بتضحية طرف واحد فقط لابد من الجميع تقاسم التضحية .
كلنا بشر مختلفين ومن الطبيعي أن تختلف قدرة تحمل وطاقة كل إنسان عن الآخر .
فقط علينا إحترام الإختلاف وعدم تجاهله وتفهمه .

خلقنا الله عز وجل مختلفون وسانظل إلي نهاية الدنيا مختلفون
في نهاية الأمر لا يصح إلا الصحيح والصحيح هو كل ما شرع الله عز وجل .
كل ما حرمه الله هو خطأ وكل ما حلاله الله صحيح بعيداً عن العادات والتقاليد والمعتقدات .
شريعة الله عز وجل هي العدل والمساواة والوسطية خير الأمور الوسط . التوازن في كل شئ هو سر الإستقرار والسعاده في الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى