مني النمر تكتب: من وراء تصاعد الأزمة فى السودان ؟

يثير الصراع المسلح في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع قلقاً إقليمياً ودولياً يمتد إلى مياه النيل وخطوط أنابيب النفط و كذلك بشكل الحكومة الجديدة المتوقعة و تداعيات ذلك على أمن مصر القومي .

فالجميع يعلم أن إرساء السلام والإستقرار في السودان قضية مهمة بالنسبة لمصر .

حيث تعتبر مصر السودان حليفاً لا يمكن الإستغناء عنه في نزاعها الطويل مع إثيوبيا حول سد النهضة ..؟!
كذلك مشروع الطاقة الكهرومائية العملاق على النيل الأزرق و الذي يعتبر تهديد وجودي للأمن القومي المصري لما ينطوي عليه من إحتمالات التحكم في تدفق مياه النيل إلى مصر .

و تأمين الحدود الجنوبية مع السودان و التي تمثل تهديد خطير على الأمن القومي المصري ..

و يأخذنا هذا إلى طرح سؤالين فى منتهى الأهمية
الأول:
-من وراء تصاعد الأزمة فى السودان .. ؟
الثاني :
– من المستفيد من وراء هذا التوتر …. ؟

للإجابة على هذه الأسئلة و بتتبع الأحداث و التصريحات نجد أنه :

طالعتنا الصحف الأمريكية أمس بإعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه وجه بنشر أفراد الجيش الأميركي بالمعدات القتالية المناسبة في جيبوتي وإثيوبيا والسودان .

« جيبوتي و إثيوبيا و السودان » …؟!

وأضاف إنه أتخذ هذا القرار لمسؤليته عن حماية المواطنين الأمريكيين في الداخل والخارج وحماية الأمن القومي ومصالح السياسة الخارجية.

و نجد هنا في خطاب بايدن الموجهة لمجلس النواب و كذا الشيوخ الامريكي جملتين شديدي الخطورة..

الأولى:
” أن قراره يأتي بما يتفق مع قرارات سلطات الحرب”.

الثانية :
“حماية الأمن القومي ومصالح السياسة الخارجية” .
و أوضح الرئيس الأمريكي إنه هناك قوات عسكرية إضافية مستعدة للإنتشار في المنطقة ، إذا لزم الامر .

معللا ذلك بسبب الوضع الأمني المتردي في السودان.
و عليه ….
فإن أمريكا تتحرك عسكرياً في السودان تحت غطاء إغاثي…!

فهل لأمريكا مطامع خفية في السودان؟!

على الجهه الأخرى نجد فاجنر تظهر علنية في المشهد السوداني « منظمة روسية شبه عسكرية » …

و عند توجيه سؤال صحفي روسي عما إذا كانت فاجنر تعمل في السودان ..؟ أجاب لافروف على الفور أن ما يحدث في السودان مأساة ، مضيفا أن لهذا البلد الحق في الإستفادة من خدمات فاجنر ..!
غير أن لافروف لم يوضح ما إذا كان لهذه المجموعة عناصر على الأراضي السودانية يساعدون في القتال مع الجيش وقوات الدعم السريع أم لا …!

فهل ينتقل الصراع بين القطبين الروسي و الأمريكي على الأراضي السودانية و يكن بديلا عن الحرب الأوكرانية لفرض الهيمنة و إظهار القوة .

أم هل المقصود منه مصر فى المقام الأول ..؟!

و لمن لا يعلم و بالرغم
من كل ما يحدث الآن ، التاريخ يشهد أن مصر قادرة دائماً على إفشال أى مخطط ، و قادرة دائماً على حماية أراضيها و مقدراتها على مر العصور ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى