عبير عزت كتبت: الفن رسالة

الفنون بمختلف أشكالها لها تأثير كبير علينا كابشر حقيقة لا يمكن أغفالها .. وكا أي شئ في الدنيا له وجهان وجه نافع ووجه ضار . في هذا المقال أود إن أصلط الضوء علي أهمية الفنون وخصوصاً الفنون المسموعة والمشاهدة لأنها أكثر رواجاً والأكثر أستخداماً .

الأعمال الدرامية أعتدنا علي أن شهر رمضان الكريم يعتبر موسم للأعمال الدرامية نظرا لما يتسم به رمضان من تجمع أسري.

في وقت سابق ليس بالبعيد وليس بالقريب كانت الأعمال في رمضان تناسب أجواء رمضان وتأكد المعاني الساميه لهذا الشهر الكريم . البرامج الدينية كانت كثيرة وغنية بالتفسير والشرح لكل ما يخص الشهر الكريم .. الشيخ الشعراوي
وكثير من البرامج . برنامج مسابقات للمعلومات الدينية مثل برامج جمال الشاعر كان رائع يحس علي المعرفة .. البرامج التوعوية والخيرية التي تقدم المعلومة وتقدم المساعدات لمن يحتاج المساعدة مثل دهب برنامج طارق علام .
أين نحن الآن من هذه النوعيه المحترمة من البرامج .

مثال الفوازير برامج ترفيه رائعه لها مضمون هادف تقدم فن راقي غير مبتذل ومعلومة ثقافية وكانت تحس المتفرجين علي البحث والتنقيب لايجاد الإجابة علي الفوازير . مما جعل الإطلاع والقراءة والثقافه هدف للكثيرين.
أين نحن الأن . الآن برامج تافهة ومسيئه للمتفرج والمشاركين أيضا ومشجعه علي التفاهة والاسفاف والأبتذال
التعليق علي الضيوف من المذيع منتهي الإساءة لهم بوصفه لهم بشكل مبتذل خالي من الأدب والرقي يحس الشباب المتابعين علي التنمر .. حينما يشاهدون هذا الإسفاف يعتقدوا إنه شئ عادي بما إنه يذاع للجميع في منصات من المفترض تقدم كل ماهو راقي وجيد ويليق بمجتمعنا

المسلسلات الدراميه كانت في وقت سابق تصلط الضوء علي السلبيات ومقترنه بأيجابيات . لا ننكر إن الشر موجود والخير أيضا من بداية الخليقه . لكن المعالجه درامياً وقتها كانت رائعه .
الكُتاب كانوا رائعين يكتبوا بحرفيه راقيه ويستخدموا الالفاظ اللائقه حتي في المشاهد التي تحتاج حرية في العرض . كانت مسلسلات إجتماعيه هادفة تبعث برسائل توعويه . تتكلم عن السلبيات والإيجابيات والأخلاق عن الحرام والحلال . كانت حقيقي تأثر تأثير إيجابي جدا

وأكاد أجزم إنها ساهمت بتغير أخلاق الكثيرون وكانت رادع غير مباشر للكثيرين.
الآن ماذا نشاهد . نشاهد مسلسلات مضمونها إن البلطجه صفه لآبد إن يتصف بها كل رجل كي يكون رجل .

مضمونها إن الذكاء هو قدرتك علي النصب علي الناس مضمونها أن أحترام الناس يأتي من الخوف منك . مضمونها إن الفلوس هي أساس الحياة وإن قيمة الشخص من ما يمتلكه من فلوس ولا يهم مصدرها تجارة مخدرات تجاره سلاح أي شئ يجلب الفلوس . مضمونها إن القتل مشروع في سبيل أخذ أي حق وكأننا نعيش في غابه لا يحكمها قوانين .
مضمونها دعوات لكل مشاهدين لأستباحة كل أنواع الحرام مهما كانت الأسباب . مشاهد دامية ومشاهد خادشة للحياء
من خيانات زوجات وأزواج وكأنه سمه العصر والتطور .

فكر المتحضر مثلما يقولون. ..هناك بعض الأعمال تحمل رسالة إيجابيه لكن للأسف مغلفه بالسلبيات لدرجة إنه لا يشعر بها المشاهد و تمر عليه مرور الكرام .

الأغاني والألفاظ المبتذلة وفي بعض الأحيان شتائم صريحه
الأغاني الخاليه من أي ذؤق ولا فن . كلمات مسيئة و ألحان لا تمًت للفن بصله والغريب أنتشارها وتحقيق جماهيرية لها
هناك من يقولون إن الفن لايؤثر علينا وإن الأهم التربية .

التربية لها عدة ركائز البيت أولا طبعا والمدرسة لها دور كبير
ولكن مايشاهدوه وما يسمعوه أولادنا له درو خفي في تكوين شخصياتهم النفسية ومسح تلقائي جزئي أو كلي لما نغرسة فيهم من قيم وأخلاق ومبادئ .

حينما كنا أطفال كان من السهل منع ماهو غير لائق وكان الغير لائق قليل لأن كانت هناك رقابة علي المصنفات . ومنصات المشاهدة كانت محدودة لكن الآن كيف لنا المنع

أصبح النت في أيدي كل الأطفال والمراهقين والشباب كل الأعمار . كيف لنا نمنع أولادنا والأن المذاكرة حتي علي النت
ونحن صغار كان هناك وقت للنوم ووقت للترفيه ووقت للعب ووقت للمذاكرة . الآن ماذا نفعل .

ماأريد إن أقوله أننا في حرب معنويه مابين ما يصح وما لايصح وبين ماهو حرام وحلال وبين القيم والمبادئ الإنحلال وتدني الأخلاق تفحش . و من أجل الحد وليس المنع لأني أري الوضع بواقعية . وللحد مما نعيش فيه .

هو التكاتف لآبد من تعاون جميع أطياف المجتمع الكل من موقعه . سواء كونه مسئول عن أسرة أو مسئول وظيفاً
نحن الأهالي والقائمين علي التعليم لإعادة التواصل بين المدارس والأهالي لمتابعه سلوك الأطفال .. والقائمين علي الإعلام لتكثيف البرامج الهادفه التوعويه لتصحيح المفاهيم المغلوطة .. رجوع الرقابه علي المصنفات الفنية ومراجعة الأعمال الفنية التي كانت تبني شعوب والأن تهدم بيوت وأجيال . علي الأقل في منصاتنا الإعلامية المصرية والحكومية ووضع قوانين رادعه للحد من الخراب الأخلاقي الذي بات خطر يهدد كل بيت ..

أعلم أن الله معنا ولكن بسم الله الرحمن الرحيم
(إن الله لا يُغير ما بقوم حتي يُغيروا ما بأنفسهِِم ) صدق الله العظيم…. أعَنا الله علي مانحن فيه ورحمنا علي مايفعل بنا السفهاء منا …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى