مني النمر تكتب: حياة مع إيقاف التنفيذ..(مستعمرة مرضى الجذام ).. أو المنفى …

عالم آخر و دنيا أخرى تجربة عايشتها عند زيارتي لمستشفى الجذام بالخانكة ،
أو
{ مستعمرة الجذام }

في البداية أندهشت من إسم المشفا و كان لدى فضول لمعرفة سبب تسمية المشفا بهذا الإسم و قد فهمت لاحقا عند زيارتي لها مع مجموعة من فاعلي الخير ما السبب وراء هذه التسمية …

حيث تعتبر المشفا فى مكان بعيد نسبيا عن مظاهر الحياة فهو حقا فى مستعمرة مستقلة يوجد بها 3 مباني منفصلة تبعد كل منها عن الأخرى مسافة لا تقل عن حوالى 2 أو 3 كيلو مترات ؛ و هى :
{مبني لعنابر الرجال و آخر للسيدات يتوسطهم مبني إداري و الذي يحتوي أيضا على عدد من عنابر المرضي}
و تقع المستعمرة على مساحة 12 ألف فدان بمنطقة أبو زعبل بالقليوبية.

سبب مرض الجذام بكتيريا بطيئة التكاثر تؤثر على الجلد والأعصاب والغشاء المخاطي للقناة التنفسية العلوية والعينين..
و ينتقل عبر رذاذ الأنف والفم أثناء المخالطة
و يرى الأطباء أنه مرض معدي لكنه ليس شديد الخطورة للعدوى …

وعند زيارتك لهذا المكان ستجد أناس فى منتهى البساطة و الرضا برغم ما يعانون به من مرض لا شفاء له و بالرغم أيضاً مما يعانون من الفقر و قلة الموارد مع ندرة في زيارات الآخرين لهم ..

فهم فى منفى عن باقي البشر و قد يقضون كامل عمرهم فى هذا المكان حتى الممات ….
و حتى من كتب الله له الشفاء لا يستطيع المغادرة بل عليه الإستمرار و ذلك لنبذ أهاليهم لهم و عدم الرغبة فى استقبالهم مرة أخرى ، أو حسب تعليمات وزارة الصحة بذلك ….

فهم أناس كتب عليهم العزلة و الغربة .. !

و لذلك سوف ترى أثناء زيارتك لهم مدى الفرحة التي أدخلتها على قلوبهم لشعورهم أن هناك من يتذكرهم و يود زيارتهم برغم التخوف من العدوى .

و هنا يكمن بيت القصيد ..!
هل الخوف من العدوى سبب عزوف المجتمع عن مساعدتهم …. ؟
قد تكون هذه هى العقبة الأولى و الأهم و التى تقف وراء قلة المساعدات لهؤلاء …!

و بالرغم من أعمال الخير الكثيرة التي تقدم من المصريين لباقي المستشفيات و دور الأيتام و غيرها ..
ألا إن هذا المشفا يعاني من التجاهل المجتمعي و الإهمال , إلا من القلة القليلة و بعض المحاولات الفردية في تقديم يد العون و المساعدة …

و أكثر ما يحزن القلب أن يشعر المرء بأنه شخص منبوذ من المجتمع و من الأهل لمرض ليس له يد فيه …

و لهذا نناشد هنا رجال الأعمال بتبني هؤلاء المرضى و العمل على توفير حياة أفضل لهم …

كذلك نناشد الدولة و وزارة الصحة بدعم مثل هذه المستشفيات و متابعتها للارتقاء بمستوى الإقامة بها و ذلك وفق توجيهات السيد الرئيس بتوفير حياة كريمة لكل المواطنين ….

الرحماء يرحمهم الله .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى