محمد عادل يكتب: اشكال الاحتفالات المصرية بالاعياد عبر العصور

ونحن نودع أفضل شهور العام شهر رمضان المبارك ونزيد الدعاء بقبول الصيام والاعمال الصالحة والنوافل ومع اقتراب العيد كل عام ووطننا العزيز مصر وشعبها بخير حال نتذكر أن من طبع المصريون عشق الاحتفالات بالأعياد وتاريخياً عرف المصريون بكثرة الأعياد والاحتفالات فقال أبو التاريخ هيرودوت إن المصريين القدماء هم من اخترعوا الأعياد، وأهتم المصريون القدماء بالاحتفالات والأعياد اهتمام كبيراً واستخدم المصري القديم كلمة (حب) وتعمي عيد وكلمة (حب نفر) وتعني عيد سعيداً وفي عصر الدولة القديمة كان الاحتفال بالعيد يتخذ مظهراً دينيا بحتا

والمعروف عن المصريون عشقهم للعقيدة والأديان وقد ختم الله علينا بنعمة الإسلام وكفى بها نعمة ومع تقارب الاحتفال بعيد الفطر المبارك نتذكر كيف كان يحتفل المصريون بعيد الفطرالمبارك عبر العصور الإسلامية ففي العصر الاموي كان يقيمون احتفالات كبيرة في عيد الفطر حيث كانوا يتزينون في أعيادهم بأحسن الثياب ، ويتسابقون الي المساجد وسماع صوت التكبيرات أما في العصر العباسي والفاطمي كان بعد صلاة العيد تقديم (العيدية) والتي كانت تسمي (الفطرة) نسبة لعيد الفطر وكانت تعطي على هيئة طعام وحلويات

ولكنها أخذت الشكل الرسمي في العصر المملوكي ، وأطلقوا عليها (الجامكية) وكانت تقدم العيدية على شكل طبق تتوسطه الدنانير الذهبية ، ويحيط به الكعك والحلوى ، وتقدم العيدية من السلطان إلي الأمراء وكبار رجال الجيش، وتقدر العيدية حسب الرتبة التي تقدم لها ، وفي العصر العثماني تم استعادة بعض مظاهر احتفال العباسيين والفاطميين ، فكان يبدأ الاحتفال الرسمي بعد فجر يوم العيد ، حيث يصعد كبار رجال الدولة الي القلعة ويمشون في موكب أمام الباشا من باب السرايا (قصره) الي جامع الناصر محمد بن قلاوون فيصلون صلاة العيد ونعود إلي احتفالات الشعب المصري حيث كان في العصر الفاطمي يسير موكب الاحتفال من قصر الخليفة بشارع المعز لدين الله الفاطمي وحتي مصلي العيد أمام باب النصر على طول الطريق تتعالي التكبيرات

أما مظاهر الاحتفال في العصر المملوكي كانت باجتماع أهالي الحي صباح اليوم الأول امام منزل الإمام الذي سيصلي بهم صلاة العيد في المسجد فإذا خرج إليهم زفوه حتي المسجد وبأيديهم القناديل يكبرون طول الطريق وبعد انتهاء الصلاة يعودون به إلي منزله على نفس الصورة التي احضروه بها وكان الناس يخرجون في أول أيام العيد في القاهرة والمدن الأخرى إما لتوزيع الصدقات رحمة على موتاهم أو للنزهة في النيل وركوب المراكب ويذهب البعض الآخر لزيارة أقاربهم وأهلهم لتقديم التهنئة لهم وذلك يشبه الوقت الحالي في الاحتفالات في العصر الحديث حيث توارث العادات المصرية ونعود للعصر المملوكي حيث كان يفضل المصريون أكل السمك المشقوق

أي السمك المجفف (البكلاه) في بداية اول يوم العيد، وما لا نخفيه عليك عزيز القارئ ان في العصر العثماني احتفال العيد أخذ يتطور الى أن اخذ شكل من الاشكال التي نحن عليها الان وهي تقديم العيدية فكانت تقدم العيدية على شكل نقوداً وهدايا كما يحدث اليوم وفي الختام سلام وكل عام وأنتم بخير وسرور .

 

جامعة القاهرة – كلية الآداب – الدراسات التاريخية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى