إشتيوي الجدي يكتب: مهلًا أيها الرفاق!!
عاتبني نفرا من الرفاق على مقالي الأخير حول البيان الختامي الصادر في مدينة سرت يوم 17 مارس الربيع 2023 عن ملتقى القيادات السياسية الوطنية.
رغم أنني قد توخيت الموضوعية في قرأتي السياسية للبيان هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى اعتمدت الليونة في اختيار الألفاظ والكلمات فلم أتحامل واغلظ لهم القول، بل انتقيت
ما أستطعت أحسن الألفاظ وألطف الكلمات حفظاً لوشائج القربى والصحبة والرفقة.
وكانت مجرد إشارات سريعة ووجهة نظر حرصت فيها على توضيح بعض الملابسات. فالمشكلة تكمن في أنه من ناحية المبدأ، يصعب جداً تصوّر أن يصدر بيان عن قيادات سياسية وطنية يتضمن تلميحًا أو تصريحًا تبرئة الخائن. قال تعالى عز وجل:( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا).. وبحكم المنطق من يخون وطنه وقائده وجيشه وشعبه لا يجار ولا يؤتمن ويعامل باحتقار. لكن واقع الحال يقول إن الوضع الليبي الراهن وصل حالة من الشذوذ حيث يـُستقبل الخائن استقبال الرؤساء ، ويفرش له السجاد الأحمر، مصحوباً بطقوس من التبجيل الخاص!!
ولا أقصد هنا الملامة أو المزايدة على الرفاق لا سمح الله. فأنا مستبشر دائماً بأن هنالك قوى وطنية فاعلة ونسبتها غالبة.مع إننا قد نختلف في نقطة هنا وهناك ولكن القضية الوطنية تجمعنا قلباً واحداً.
عوداً على بدء ، ملاحظات ومآخذ كنت أعلم مسبقاً أنّها قد لا تعجب بعض الرفاق. لا يهم ذلك، لأنني أكررها، إنهم يرتكبون خطئا بمؤازرتهم للخائن العميل حفتر.
إنهم يعلمون أنني لم ولن أحيد عن المبادئ. ففي موقفي تجاههم، أنا أنطلق من الثوابت الوطنية حتى وإن بدت لهم الحقيقة قاسية، فالصواب صواب ويجب قوله.
انتقدت بعض الرفاق، ولكن بشكل مبطن، لأنهم يقومون بأخطاء فادحة. فأنا أرى إنه لم يكن من اللائق أو المقبول بتاتا أن يصدر بيان بإسم القيادات السياسية الوطنية يحتوي الامتنان والتقدير للمتحفترين على حساب المبادئ الوطنية.
ولأن بعض الرفاق وقع في الوَحَل الفبرايري وشارك في لعبة إسمها السياسة سواء أكان محترف أو هَاوٍ جديد لم يمارس بعد اللعبة. فبينما هم يتحدثون عن الخيانة والمؤامرة في المجالس الخاصة، نجدهم في بيانهم السياسي لم يجرّموا الخونة والعملاء الذين جلبوا الأجنبي واستباحوا حرمة الوطن. وكأن الاعتيادي هو أن يكون المرء خائنا أو عميلا … وغير الاعتيادي هو التحدث بوضوح عن تجريم الخيانة والعمالة للأجنبي … فهذا ممّا لا يستقيم. وما من اعتبار تكتيكي، يستطيع تبريره، في هاته اللحظة.
وبعيداً عن محاسبة النوايا أقول: للرفاق الذين مازلت أكنّ لهم الاحترام، أمّا المتحفترين فهم خارج مدار اهتماماتي. أنتم أكثر علما بأنّي وقفت معكم بكل صدق من البداية وإلى يوم الانزلاق في الوَحَل الفبرايري والانضواء تحت جناح معسكر الخائن العميل حفتر . يومها، لم أستسغ ذلك. ولكنّني التزمت الهدوء استجابة لنداء رفاق كنت بينهم لزمن طويل.
واليوم، تقولون: من ليس معنا فهو ضد المشروع الوطني. هذه مغالطة خطيرة. وأدعوكم إلى أن تعيدوا حساباتكم أفضل لكم من البحث عن شماعة لتعليق أخطائكم.
وأنا لكم ناصح أمين.
دبلوماسي ليبي سابق