جمال عبدالمعبود يكتب: رمضان كريم
يأتي رمضان هذا العام والعالم ياني من كوارث الحرب الاوكرانيه وزلزال تركيا وسوريا وانتشار الغلاء وندرة الطعام في معظم الدول وخاصة العالم الاسلامي ومصر ليست بعيده عن كل هذه المؤثرات
فهي تعاني من ارتفاع غير مسبوق للأسعار منذ جائحة الكوفيد ولأننا لا ينبغي لنا لن نسأل الله رد قضائه ولكن يجب علينا أن نسأله عز وجل ان يلطف بنا فيهدينا الي العمل المنتج الذي يزيد من انتاجنا فلا نعتمد علي الخارج لجلب طعامنا من أوكرانيا وروسيا وغيرهما ثم نتحلي بشئ من الزهد والقناعه لنتغلب علي جشع التجار وأرباب السوق السوداء ونتكافل فيما بيننا حتي نعبر هذه المحن كما عبرنا أصعب منها من قبل وخاصة أن مصر تتمتع بأعظم جهاز أمن اجتماعى فى العالم لأن من يديره هم الناس أنفسهم وليست الحكومه التي قد تعلم أو لا تعلم المحتاج من غيره
أما الناس فهم أعلم بفقرائهم وأغنيائهم دون بحوث أجتماعيه غيرإنسانية أحياناً وغيردقيقه غالباً ففي كل شارع أو حي أو قريه أو مدينه يتفقد الناس بعضهم بعضا ويرحب القادر بغير القادر دون اراقة لماء الوجه ولا نماذج تملأ لذا فاننا وبفخر نستطيع أن نقول نحن المصريين لدينا نظام اجتماعى هو الأرقي والاكثر إنسانية فى العالم وصدق من قال أن بمصر لا ينام انسان بدون عشاء ولأن رمضان كريم بنفحاته المباركه
فلننتهز هذا الشهر الكريم فى التعاون والتكافل ومهما يكن المتاح من الطعام قليلا فبتعاون الناس يصبح كثيراً وذا قيمه ويحضرني في هذا قصه جد رسولنا الأعظم عليه الصلاة والسلام عمرو بن عبد مناف الذي اجتمعت له السقايه والرفاده أيام الحج وكانت سنة إستنها جدهم الاعلى قصي بن كلاب فكان أهل قريش يقومون بإطعام الحجيج وسقايتهم فى مكه بدءً من اليوم الذي يسبق الترويه ثم بعرفه حتي يغادر الحجيج الي بلاده من مني بعد رمي الجمرات
وأوصي قصى بن كلاب أولاده بالمحافظه علي هذا التقليد ليمتاز سكان الحرم متمثلا في قريش علي سكان الجزيره العربيه كلها وعندما وصلت زعامة الرفاده والسقايه الي عمرو بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب قام الرجل بمهمته خير قيام وكان يجمع من أغنياء قريش مائة مثقال هرقليه فرضاً على كل تاجر من تجار قريش ولأن عمرو بن عبد مناف كان صاحب رحلة الشتاء الي اليمن ورحلة الصيف الي الشام فقد اكتسب خبرة وحنكة وقدرة على الاداره وخاصة وقت الأزمات وقد حدث ذلك فى احد مواسم الحج ووصول قريش إلى حد المجاعه فبادرعمرو بن عبد مناف بالذهاب الي الشام وشراء الخبز المقدد والعودة به الى مكة وذبح الجزور المتاحة وطبخها وهشم الخبز ليصنع الثريد ليكون اول من فعل ذلك فى الجزيرة العربية ويطلق عليه هاشم لانه أول من هشم الخبز ووضع الثريد ليكفي القليل من الخبز العدد الكبير من الحجاج وهكذا يكون القاده.
ومنذ ذلك الحين عرف هذا الرجل بهاشم ونسى الناس اسمه الحقيقي وهو عمرو وترسخ دوره فى قريش كزعيم للرفاده والسقايه وبجداره جعلت أميه بن عبد شمس ينافره ليكسب هذه الزعامه وحكم بينهم كاهن خزاعه وغٌرم أميه بن عبد شمس خمسين من الابل ذبحها هاشم بن عبد مناف للحجيج وتم نفي اميه واسرته الي الشام عشر سنوات لم تكن كلها شرا فقد اكتسبوا خبرات ادارية وسياسيه استغلها البيت السوفيانى أحفاد عبد شمس فيما بعد لانشاء الدوله الأمويه على يد صاحب الشعرة وأحد دواهى العرب و سايسهم معاوية بن ابى سفيان وتظل السقايه والرفاده فى أولاد هاشم بل زاد عليهم شرف النبوه وهكذا يبرز الزعماء وقت الأزمات ونحن الان فى أزمات أقتصاديه طاحنه ليس لنا من مخرج منها الا بالتكاتف وجمع القليل ووضعه معاً ليصيركثيرالتأثير تأسيا بجد الرسول صلى الله عليه وسلم فالحكمه هى ضالة المؤمن ونحن لسنا أقل من أجدادنا العرب فعلينا انتهاز شهر رمضان لنزداد تكافلا وكرما فى العطاء فقد كان رسولنا صلوات الله عليه أجود ما يكون فى رمضان وكان الله عز وجل كريم بعباده وكان حقا علينا ان نقول رمضان كريم