إبراهيم العمدة يكتب:  مستشفى العباسية.. ماذا بعد ٩ ضحايا!

كنا أول من دق ناقوس الخطر بسبب ما يحدث فى مستشفى العباسية للأمراض النفسية والعصبية، وتدهور الأوضاع بها على جميع المستويات، وحذرنا من خطورة تفاقم الأوضاع وقلنا بأعلى صوتنا أن عواقب عدم مواجهة التقصير ومحاسبة المهملين ستكون وخيمة، لكن ظل البعض يسمع ويغفل الكوارث التى حدثت ولا تزال تحدث فى المستشفى تحت مرأى ومسمع من الجميع.

الأمر لم يتوقف عند حد الإهمال أو التقصير فى الإداريات لكن تخطت الأمور كل هذا حتى وصلت إلى أرواح الناس.
نعم.. هذه ليست مبالغة، فالضحايا أعدادهم تتفاقم ولا حياة لمن تنادي، تسقط الضحية، تلو الأخرى وننادى ونرسل الاستغاثات، ولا أحد يريد الاستجابة الضحايا وصل عددهم إلى ٩ ضحايا.

نعم.. ٩ ضحايا توفوا فى المستشفي، وهنا لم يكن أمام الصحة إلا إقالة مدير المستشفي، لكنها كانت إقالة دون مساءلة، إذ عاد هذا المدير الذى يتم إقالته إلى الأمانة العامة للصحة النفسية والتى تشرف على المستشفى فى الأساس.
٩ ماتوا والأمر توقف عن حد إقالة، ما يجب يعرفه هؤلاء أن النفس البشرية غالية، وهو أمر بديهي، لكن التجاهل وعدم محاسبة المقصرين والاستهانة بالنفس البشرية جعلنا فى حاجة إلى شرح البديهيات للسادة المسئولين.
منذ أيام، وتحديداً الأسبوع الماضى قرأت عنوان خبر أن الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة زار مستشفى العباسية للصحة النفسية فقلت حسنا فعل معالى الوزير وأن تأتى متأخراً خيراً من ألا تأتي، لكن حينما طالعت محتوى الخبر أو متنه وجدت أن الوزير زار المستشفى لتفقد أحد العنابر ومتابعة الترميمات.

ألم يكن أولى يا معالى الوزير أن تزور المستشفى من أجل الناس لا من أجل المباني.. يامعالى الوزير البشر قبل الحجر دائماً، وهذا ما اتفقت عليه الإنسانية منذ قديم الأزل.
صرخاتنا المستمرة فى هذا الملف إنما تأتى من واقع ثقتنا أن مصر تستحق الأفضل، خاصة فى ملف الصحة النفسية والعصبية، وخاصة أن أمراض الصحة النفسية لا يمكن إغفالها.
مسلسل التدهور فى المستشفى لا يزال يواصل حلقاته، الكارثة الجديدة أن مستشفى الصحة النفسية بالعباسية ليس بها أطباء رعاية أو باطني، وأنه عندما تم تحويل مريض إلى مستشفى الدمرداش رفضت المستشفى استقباله، بل ما اكتشفناه أن مستشفى الدمرداش لا تستقبل أى مريض من مستشفى العباسية للأمراض النفسية والعصبية لأن هناك حالة ثانية تم رفض استقبالها أيضاً.

لا أعرف سبباً للسياسة الانتقائية لمستشفى الدمرداش لكن رفضها كان بحجة أنه لا يوجد سرير.
صمت السيد وزير الصحة حتى الآن يقول إن الوزير لا يصدق سوى التقارير، فلا نتهمه فى شخصه فهو قيمة بالفعل، لكن التقارير التى تقول: «كله تمام» والأوضاع سيئة، ستجعل عداد الضحايا فى ازدياد.
الإهمال فى أوضاع مستشفيات الصحة النفسية طال مستشفيات أخري، وسنفتح ملفاتها تباعاً.. فانتظروا

ebrahem-alomda@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى