إشتيوي الجدي يكتب: لا يخدعنكم معسول الكلام!!
معلوم أن الأمم المتحدة ومجلسها للأمن الدولي لعبت دوراً كبيراً في إطلاق يد أمريكا وحلفائها الغربيين في ليبيا منذ فبراير 2011 حينما وضعت النظام الوطني الليبي القائم آنذاك تحت طائلة فصل البند السابع من العقوبات الدولية، ودعمت التمرد المسلح ضده عبر تدخل عسكري مباشر من قبل أمريكا وفرنسا وبريطانيا، ومن ثم حلف الناتو واتباعه، علاوة على السكوت عن جرائم ميليشيات المتمردين منذ لحظة التمرد إلى اليوم ليتفاقم الوضع في ليبيا ويجعلها معرضة للتفتت والانهيار التام.
الأمم المتحدة هي الأمم المتحدة، تظل أداة طيعة بيد أمريكا وحلفائها الغربيين، وها هو مبعوث الأمم المتحدة الثامن إلى ليبيا السيد عبدالله باتيلي يُكمل دور أسلافه وإن اختلفت الأساليب، فسياسة الأمم المتحدة تسير وفق مصالح الدول المؤثرة فيها وخاصة أمريكا وحلفائها الغربيين، مهما تغيرت وجوه مبعوثيها.
إنه ليحز في النفس ما وصل إليه حال بلدنا، آملين من الليبيون “رجالاً ونساء” بعد أن جربوا كل الحلول المستقاة من هنا وهناك أن يصحوا من سباتهم في وسط هذه الأزمات التي تسحقُنا معاً، وينقادوا لصوت الحق لنعمل سويا على وعي وبصيرة لتغيير هذا الحال إلى ما هو خير وأبقى. حيث أن خلافنا مع الطيف الفبرايري ليس من أجل السلطة، وإنما حول الاستقواء بالأجنبي واستباحته لحرمة بلدنا، والتفريط في السيادة الوطنية، وتبديد الثروة وتدمير مقدارات البلد والشعب. هذه وغيرها من المآخذ والتحفظات لم يأخذها المبعوث الخاص السيد عبدالله باتيلي بعين الإعتبار جيداً !! لذا سيبقى الوضع كما هو عليه، فلا يخدعنكم معسول الكلام، فحسب خطته، ربما في أحسن الأحوال سوف يتم استبدال بعض الوجوه بوجوه أخرى، هذا إن جرت الإنتخابات. ومن المؤكد إنَّ أي حل من الأمم المتحدة أو عبرها إنما هو ما تريده أمريكا وحلفائها الغربيين.
فهلا عُدتم إلى الحق لنعمل سوياً لإستعادة هيبة دولتنا وسيادتنا الوطنية، بعيداً عن الصراعات الدولية. فلا يُعقل أن نعجز عن حل خلافاتنا التي لم يكن دافعها ومثيرها إلا صراع دولي بأدوات مأجورة ولو سُدت المنافذ بوجه التدخلات الخارجية لنطفئت نارها.
دبلوماسي ليبي سابق