إشتيوي الجدي يكتب: جوهر الديموقراطية [سلطة الشعب]
سلطة الشعب تعني “حكم الشعب نفسَه بنفسه ولنفسه”.
والديموقراطيةُ الحقة تكفل لجمهور المواطنين ممارسة السلطة ممارسةً مباشرة: فالديموقراطية الحق لا تتأسس على التفويض والتمثيل، بل على المشاركة مباشرةً في اتخاذ القرارات.. فهي حكم الشعب لنفسه.
تأسيساً على فكرة الديمقراطية الشعبية المباشرة، وضع المفكر الثائر معمر القذافي قواعد نظام “سلطة الشعب” في الركن السياسي للنظرية العالمية الثالثة الواردة في فكر الكتاب الأخضر، والتي تنص أساساً على أن الشعب يحكم نفسه دون وصاية، وذلك عن طريق آلية “مؤتمرات شعبية تقرر ولجان شعبية تنفذ” وتعتبر المؤتمرات الشعبية الأساسية أداة للتشريع واللجان الشعبية أداة للتنفيذ، ويكوّن مجموع أمانات المؤتمرات واللجان الشعبية والروابط والنقابات والاتحادات المهنية مؤتمر الشعب العام.
واستناداً لهذا النظام السياسي الجماهيري، اختار الشعب الليبي ممارسة السلطة ممارسةً مباشرة، ورفض بمحض إرادته فكرة التمثيل النيابي باعتبارها تمثّل حاجزاً بين الشعب وممارسة السلطة التي تصبح حكراً في يد النواب. وأعلن في الثاني من مارس الربيع عام 1977، إقامة نظام سلطة الشعب، حيث “لا نيابة عن الشعب والتمثيل تدجيل”. أو كما جاء في الفصل الأول من الكتاب الأخضر.
إعلان قيام سلطة الشعب ومولد أول جماهيرية في تاريخ البشرية، يمثّل حدثاً مهماً في مسيرة ثورة الفاتح العظيمة، ويعد يوم الثاني من مارس الربيع 1977 مناسبة غالية في وجدان الشعب الليبي، وذكرى وطنية في الذاكرة الليبية، إذ يتذكر الليبيون “رجالاً ونساء” كيف كانوا آمنين مطمئنين في ظل النظام الجماهيري “دولة الشعب” ، قبل أن يتداعى عليهم الأشرار في فبراير الأسود سنة2011 ، لينشروا الفوضى ويحولوا ليبيا إلى وكر للمليشيات المسلحة وعصابات الإجرام.
إن الثاني من مارس الربيع 1977 ليس يوماً عادياً في الذاكرة الليبية فهو مبعث المجد والعز والسؤدد، فهنيئاً للجماهير الشعبية التي اختارت الإستمرار للاحتفاء بذكرى هذا الحدث العظيم ليكون هناك ترابط روحي ونفسي بين تاريخ ثورة الفاتح من سبتمبر العظيمة بكل بصماته المشرقة في قلب كل ليبي وليبية، والمستقبل الذي يستنير فيه الشعب خطى طموحاته واماله المنشودة.
اليوم في ظل وضع بلادنا الراهن، وفي ذكرى إعلان قيام نظام سلطة الشعب ومولد أول جماهيرية في التاريخ؛ هَاتِه المحطة التاريخية الرائدة، لابُد أن تكون الانطلاقة والعنوان الذي علينا الاستنارة به في سبيل تخليص بلادنا من الهيمنة الأجنبية واستعادة السيادة الوطنية وإعادة بناء دولتنا ” دولة الشعب” حيث السيادة والسلطة للشعب، كما أرادها القائد الرمز المفكر الثائر معمر القذافي – طيب الله ثراه وأسكنه الجنة- ونحن قادرون على ذلك متى ما كانت الإرادة متحفزة والإخلاص للوطن حاضرا.
دبلوماسي ليبي سابق