إشتيوي الجدي يكتب: الكتابة بضمير !
الدكتور جبريل العبيدي، كان قبل2011 يكتب في صحيفة قورينا، الصادرة بمدينة بنغازي والتابعة لخدمات إعلام ليبيا الغد ، مع ذلك للأسف لم تسعفه فطانته وانجر وراء مؤامرة فبراير ( الثورة المزعومة). إلا أنه في السنوات الأخيرة، تيمناً بالحكمة البالغة « الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل» أخذ يراجع نفسه ولم يتردد في الإقرار بفداحة المآسي التي تسببت فيها مؤامرة فبراير ( الثورة المزعومة) لليبيا والليبيين.
الملاحظ، أن ما كتبه الدكتور جبريل العبيدي، فى مقاله بجريدة صحيفة الشرق الأوسط اللندنية اليوم الخميس 2023/02/16، تحت عنوان: 《ذكرى «فبراير» الليبية بين البهجة والنكبة》لا جديد فيه إلا للغافلين، ذلك إن هذا الكلام، إنما هو تعبير فطري سليم عن حالة الوضع البئيس الراهن، ففي الواقع أن كل شىء يدور في ليبيا بعد إطاحة حلف الناتو بالنظام الليبي الوطني سنة2011، أثبت أن قواعد المؤامرة إنما وضعت هكذا من أجل إنتاج حالة تجعل الفوضى والعشوائية تحكمان وتتحكمان فى كل تفاصيل المشهد الليبي الجديد.
كلام الدكتور جبريل العبيدي، في مقاله اليوم بجريدة الشرق الأوسط اللندنية، آراء لم تحمل سوى الحقيقة التي حجبها الخوف والذعر، ولم تكن غايته الهجوم على الأطراف الفبرايرية المتصارعة على السلطة والمال والنفوذ، وإنما الاعتبار من أخطاء لن تتحمل ليبيا أن يستمر هذا العبث الفبرايري.
فالكاتب أو الصحفي إذا تخلى عن أمانته في نقل الواقع بكل تجرد وحيادية، واتجه إلى إيجاد المبررات الوهمية بهدف إخفاء الحقيقة يفقد مصداقيته. فمن الطبيعي أن هذا الكاتب او الصحفي يكون قريباً من القضايا التي تهم الشعب والوطن، ويجب عليه أن يكتب بضمير ولا يخاف في الحق لومة لائم.
وليت أصحاب الأقلام التي تفيض بكتاباتهم العديد من الصحف الورقية والإلكترونية، وكذلك الإعلاميين والمحللين السياسيين الذين يملأون بعض القنوات الفضائية ضجيجاً،
يدركون أن كل محاولاتهم البئيسة قد وجدت الإستهجان،
وأن الشعب الليبي بات يدرك الخيارات الوطنية التي تعيد للوطن عافيته وتحفظ سلامة مواطنيه.
ولانملك إلا أن نقول أخيراً : ليتهم يتعلمون من إرادة الدكتور جبريل العبيدي، الذي أبى إلا أن ينفض يديه من هذا التلوث الفبرايري، وينأى بنفسه عن محيط العبث السياسي والتهريج الإعلامي.
فإنه كما يقال: أن تصل متاخراً خير من أن لا تصل ابداً.
دبلوماسي ليبي سابق
2013/02/16