نبيل عبد الرازق يكتب: الوجه الاخر للمدينة
تستيقظ مدينتي علي اصوات الباعة المتجولين الباحثين عن لقمة عيشهم التي لا تأتي بسهولة،،،،
طقس بارد وركود اقتصادي وأسواق شبه خاليه من المتسوقين ، فهذا لسان حال اصحاب المحلات التجارية والبسطات،،
شباب تعمل لدي اصحاب محلات الملابس بالكاد تتلقي عشرون شيقل باليوم في احسن الاحوال وعمال يعلمون في قطاع الزراعه ساعتهم من العمل لا تتجاوز الخمسة شواقل ولا يجدون عمل سوي لاربع ساعات يوميا ً،،
بسط باعة السجائر و القهوة تكاد تكون موجوده علي كل المفارق والطرقات كي يجد في اخر يومه انه لم يتحصل سوي علي عشره شواقل من الصباح وحتي المساء،،
سائقوا سيارات الاجرة ليسوا بأحسن حال من غيرهم فتجدهم يتنافسون بشكل قد يصل الي الصدام احيانا بينهم ليظفر احدهم بالراكب،،
سوق العمل لديه اعداد كبيره من العمال والحرفيين والعرض اكبر من الطلب بكثير،،
الخريجين والخريجات بالالاف من كل التخصصات والمهن وباعتقادي ان الجهاز الاداري لا يتسع الان لاحد ولديه تخمه بالموظفين ،،وما ان يعلن عن وظيفه شاغره سواء حكوميه او لدي القطاع الخاص آو مؤسسات العمل الاهلي حتي تجد المئات يتقدمون لها،،
بكل تأكيد ان الازمة الاقتصادية التي نعيشها ينتج عنها ازمة إجتماعية وهي امتداد للازمة السياسة القائمة،،
ان الكثير من الاسر الفلسطينية اضطروا الي ايقاف ابنائهم عن اكمال دراستهم بالجامعات نظراً لسوء الحال وانه اصبح هناك اولويات لدي ارباب الاسر اكثرا الحاحا كتوفير الطعام والملبس ،،
ونري كذلك حاله العزوف عن الزواج وما يترتب علي ذلك من تبعات علي اكثرمن صعيد نظرا لان هذا الامر وهي مؤسسة الزواج بحاجه الي بيت ودخل ثابت كي يكتب لها النجاح وما دون ذلك فقد كانت هناك احصائية للعام (٢٠٢٢ )تظهر ذلك بوضوح كزيادة في حالات الطلاق وتدني نسبة الزواج،،
إن مصادرة الاحتلال الاسرائيلي لحق الشعب الفلسطيني في سيادته علي موارده الطبيعية وسرقه امواله عبر الخصومات الكبيرة لاموال المقاصة وكذلك
الحصار الجائر علي حركة الناس وعلي الحركة التجارية وخاصة التصديرية منها والتآكل في نسب الرواتب انعكس بلا ادني شك علي حياة المواطنين وأدي الي تدني مستوي المعيشة ،،
وعلي صعيد داخلي ساهم غياب الشفافية والمسائلة وأيضاً بعض قضايا الفساد لتعميق هذه الازمات،،
وبداية لابد من توافق وطني لانهاء حاله الانقسام ومعالجه كل تبعاته لما لذلك الامر من خلق قوة دفع باتجاه
الحل الجذري لكل هذه الازمات ،،،والذي يتمثل بايجاد حل سياسي لقضية شعبنا الفلسطيني التي تتيح له الحرية والاستقلال والسيادة.