عصام جمعة يكتب: خمس وسائل للحد من التغيرات المناخية
كاتب وباحث
تعد ظاهرة التغيرات المناخية من الظواهر الخطيرة التي أصبحت تؤرق العالم في هذه الأيام , وهي شغل العلماء الشاغل ولا زال العلماء في عصرنا يبحثون عن الحلول المناسبة للحد منها.
لقد عرفت الأمم عبر التاريخ أزمات مناخية مثل نوبات الجفاف الحادة والفيضانات العارمة والأمطار الطوفانية، إلا أن تفاقم تقلبات المناخ و فجائيتها في العقدين الأخيرين من القرن العشرين يعود في جوهره إلى جملة من العوامل أبرزها النشاط الصناعي وما يخلفه من غازات سامة تتكدس في الغلاف الجوي، مؤثرة بشكل حاد على انتظام حرارة الأرض وتعاقب وتوازن الظواهر البيئية.
إن حرق الوقود الأحفوري – الفحم والنفط والغاز – هو أكبر مساهم في تغير المناخ العالمي، إذ يمثل أكثر من 75 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية وحوالي 90 في المائة من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون , نظرًا لتواجدها في الغلاف الجوي للأرض، فإن انبعاثات الغازات الدفيئة تحبس حرارة الشمس، وهذا يؤدي إلى الاحتباس الحراري وتغير المناخ.
إن درجة حرارة العالم ترتفع حاليا بشكل مفزع وأسرع من أي وقت مضى في التاريخ المسجل, وبمرور الوقت تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تَغيُّرات في أنماط الطقس واضطرابات في توازن الطبيعة المعتاد, وهو ما يشكل مخاطر عديدة على البشر وجميع أشكال الحياة الأخرى على كوكب الأرض.
وهنا لابد من البحث عن حلول لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض و العمل علي إحداث التوازن البيئي والمقصود بالتوازن هو حالة الاستقرار الطبيعي لمكونات النظام البيئي وتفاعلاتها, ويتشكل النظام البيئي من الإنسان والحيوان والنباتات والكائنات الدقيقة, ولكل من هذه المخلوقات دورها في المحافظة علي البيئة, إلا أنه وبسبب السلوك الخاطئ للإنسان علي البيئة أدى إلى إحداث خلل في توازن النظام البيئي فكان له آثاره السلبية والخطيرة علي البشرية .
ومن أهم الوسائل و المقترحات لمواجهة ظاهرة التغيرات المناخية:
1- الاهتمام بزراعة الأشجار واستغلال الأرض فإن ذلك يؤدي إلى حماية البيئة والمحافظة عليها فاخضرار الأرض بأشجارها يعمل علي إعادة التوازن ومنع التغيرات المناخية من خلال الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الجو وذلك من خلال زراعة الغابات الخضراء والتشجير إذ يمكن لهكتار واحد من أشجار الجميز امتصاص ما يزيد علي سبعة ونصف مليون طن من الكربون في العام , وقد سبق الإسلام كل قوانين الأرض لحماية البيئة والحد من ظاهرة الاحتباس الحرارى بقوله صلى الله عليه وسلم [إذا قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسها قبل قيام الساعة فليفعل وأجره عند الله] (رواه أحمد) وحث النبي صلى الله عليه وسلم علي الزراعة فقال[ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طائر أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة]( رواه البخاري).
2- الاهتمام بموارد المياه والمحافظة عليها فالماء هو أساس الحياة ومن أساسيات منع التغيرات المناخية , ولذلك حثنا الشرع الحنيف علي منع الإسراف في الماء وحمايته من التلوث, قال النبي صلى الله عليه وسلم[لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجرى ثم يغتسل فيه](رواه مسلم) ومر النبي صلي الله عليه وسلم بسعد بن أبي وقاص وهو يتوضأ فقال له : ” ما هذا السرف ” فقال : أفي الوضوء إسراف ، قال “نعم وإن كنت على نهر جار] (رواه أحمد).
3- المحافظة علي الهواء من التلوث , فالهواء من العناصر الأساسية في حياة الكائن الحي ولكن للأسف تعرض للتلوث بفعل الإنسان حتى إن بعض ملوثات الهواء تكون سامة .
4- نشر ثقافة التغيرات المناخية بين فئات المجتمع, وجعلها إلزاميا بين الطلاب في مراحل التعليم المختلفة لزيادة الوعي لدى الشباب , ونشر الوعي وتوضيح خطورة التغيرات المناخية علي الإنسان وجميع المخلوقات علي كوكب الأرض.
5- حث المؤسسات الأممية علي تمويل برامج بالتعاون مع المجتمعات المحلية من أجل تحضير السكان للاستجابة للكوارث الطبيعية , لتخزين مياه الأمطار وتأهيل الأراضي الزراعية والتشجير والحد من انبعاث الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري.