فتوح الشاذلي يكتب: مصر والخليج
يعيد موقع “الجالية” نشر مقال الكاتب الصحفي فتوح الشاذلي، المنشور بجريدة الوفد تحت عنوان «مصر والخليج»، والذي تناول العلاقات المصرية السعودية، واستعرض بعض المواقف المشرفة التي لاتنسى للملكة مع شقيقتها مصر.
ويعد فتوح الشاذلي، أحد كبار الكتاب الصحفيين المصريين المتخصصين في الشأن السعودي، وعمل لسنوات طويلة تمتد لأكثر من 14 عاماً مسئولاً عن ملف مجلس الوزراء بجريدة الوفد.. وإلى نص المقال:
ما قاله الرئيس منذ أيام حول مساعدات الأشقاء فى الخليج لم يكن مجرد رسالة شكر وامتنان لهم فحسب.. ولكن كان رسالة لنا أيضاً فى الداخل، كلنا كان يعرف أن الأشقاء وقفوا بجانبنا فى أحلك الظروف، ولكن لم نكن نعرف أن الأمر وصل إلى تغيير مسار مراكب النفط وإعادة توجيهها إلى القاهرة.
ما سمعناه من الرئيس كان جديداً علينا فى تفاصيله، لكنه لم يكن جديداً فى مجمله.. والتفاصيل هنا كانت كاشفة لأنها أوضحت إلى أى مدى وصلت العلاقة بيننا وبين دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.. فعندما قال الرئيس علينا أن ننتبه لكل التفاصيل ولا ننساها أبداً، كان يقصد ما يقول وكان يعرف أن هذه التفاصيل يجب أن تكون حاضرة دائماً لأنها لا تحدث إلا بين الأشقاء فقط.. هذه العبارة كانت تمهيداً لما كشف عنه الرئيس من تفاصيل أكدت قوة ومكانة العلاقات المصرية الخليجية.
قال الرئيس إنه لولا المساعدات من المشتقات البترولية والأموال السائلة التى حصلنا عليها من الأشقاء فى الخليج، ما كان لهذه الدولة – مصر – أن تكمل المسيرة وقال الرئيس: عندما أقول هذا فأنا أعترف بفضل الناس لأنهم لو تركونا ما وجدنا وقوداً فى المحطات.. الأشقاء وقفوا وقفة كبيرة جداً مع مصر.. أكثر من 18 شهراً المشتقات تأتى بدون مقابل.. السعودية والإمارات والكويت قاموا بتحويل المشتقات البترولية من البحر المتوسط والبحر الأحمر والموانئ المصرية كل شهر بدون مقابل.. وأضاف الرئيس: أنا باعترف بفضل الناس لأنه لولا هذه المساعدات ما كناش كملنا.
هذا ما قاله الرئيس.. وهذا ما فعله معنا الأشقاء.. مواقف لا يمكن أن ننساها.. مواقف تؤكد أننا والخليج أمة واحدة ومصير واحد، وإذا كان الرئيس قد تحدث عن وقفات الحاضر.. فإن وقفات الماضى لا يمكن أن ننساها أيضاً، فما فعله الملك فيصل رحمة الله عليه فى حرب 73 كان تجسيداً لروابط الأخوة وقوة العلاقات بين الشعبين الشقيقين.
علاقتنا بالمملكة العربية السعودية هى علاقات راسخة، وما فعله حكام المملكة على مر العصور من فتح الباب للمصريين هو ترجمة حقيقية لتلك العلاقات الراسخة.. وليس غريباً أن تحتضن المملكة أكبر جالية مصرية فى العالم.. وهذا يدل على أن المصرى هناك يشعر بأنه فى بلده الثانى ووسط أهله وأحبائه من الأشقاء.
إن العلاقات الراسخة بين مصر والأشقاء فى الخليج ستنطلق إلى آفاق بعيدة ولن تنال منها أى محاولات يائسة، لأنها علاقات ضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ.