عبير عزت تكتب : من منا لديه هارون
ماهي السعادة ؟ أختلفت الآراء في تفسير مفهوم السعادة من شخص الي شخص نظرا لأختلاف الميول والمجتمعات والبيئه و الناشئه . وفي عالمنا هذا باتت أولويات الإنسان معقدة نظرا لاظهور عوامل أخري لمفهوم السعادة .
في ظل الظروف المعيشية الحياتيه في هذة الأيام بعض الناس السعادة بالنسبه لهم هي المادة . هناك من يُريدون زيادة من ما لديهم من أموال . كانوع من أنواع التأمين المادي نظرا للتغيرات المتتالية السريعة الغير متوقعه في أي وقت . ومنهم السعادة بالنسبه لهم مجرد توفير أقل السبل
المعيشية اليومية وتوفير حياة كريمة آمنه ..
ومفهوم السعادة متشعب ومختلف التفسير بين البشر لأسباب عديدة .
ولأن البحث عن السعادة المشكلة الأزلية علي مر الإزمان وستظل .
قام بعض العلماء بدراسة من أكثر من ٧٥ سنة لتفسير لغز السعادة والوصول لاكثر تفسير علمي مدروس للسعادة .
الدراسة تمت في جامعة هارفارد قام بها روبرت فالدينجر ومعه عدد من الباحثين . عمل دراسة علي أكثر من ٧٠٠ شخص من طبقات مختلفة ومن بداية حياتهم لمعرفة الظروف والمأثرات علي نشأتهم وصحتهم الجسدية والنفسية
وأستمرت الدراسة إلي الآن . ومنهم مازالوا علي قيد الحياة
في التسعين من أعمارهم يتمتعون بصحة جيدة جدا .
فما هو السر ؟
بعد الدراسة والتحليل كل هذه الأعوام خرجت الدراسة بثلاث خلاصات وهم .
الأول والأهم . العلاقات الإنسانية وهي من أهم أسباب السعادة الحقيقية للإنسان وهي المحرك والمؤشر الحقيقي لصحة الإنسان النفسية والجسدية.
ثانياً. تقدير الحب وعدم التقليل أو التسفيه من شأنه فالحب صناع المعجزات . قاهر كل المشكلات . بقوتة تزال وتفتت كل العقبات . متصدي بكل ما فيه من قوة الصعوبات .
ثالثا . أن العلاقات الجيدة لا تحمي أجسامنا فقط . وإنما تحمي عُقولنا أيضاً . كما أتضح من الدراسة أنه وجود شخص واحد في حياة أي إنسان يشعر معه بالأمان والثقة والطمأنينة والإعتماد المتبادل . يكسبه حماية ووقاية من كل الأمراض النفسية ومن ثم الجسدية التي تجعله يصل الي سن الثمانين وربما أكبر في صحة جسدية وعقلية سليمة .
الوصول إلي المال أو الشهرة ربما تُشعروا بعض الناس بالسعادة . إلا إنها سعادة مؤقتة مزيفة . كثيرون لديهم من الأموال والشهرة الكثير . لكن لايشعُرون بالسعادة .
السعادة يا ساده شخص يكون ظلك من شمساً حارقة . دفئك في بردأ قارص . شخص يكون سندك و ظهرك . يديك التي تتكئ عليها لتنهض بعد السقوط . كاتم أسرارك . بئر أخطائك . عينك في الظلام . مرشدك في رحلة الحياة . داعمك الدائم . شخصاً واحداً لكن يحمل لك الحب الحقيقي .. أعظم بكثير من زحام كاذب مزيف .
قله الحب الحقيقي هو ما أوصلنا الي هذا الحال . الي قتل أقرب الناس . إلي الأنتحار . إلي التعذيب بلا رحمة إلي المشاكل الأسرية التي تتزايد بشكل مخيف يوماً بعد يوم . إلي إلقاء أعظم وأحن الناس إلي من أوصانا عليهم الرحمن إلي من بهم سندخل الجنه أو سندخل النار الأم والأب في دور المسنين أو القاءهم في الشوارع يتسولون لقمه أو شربه ماء …
حينما طلب سيدنا موسي من الله ماذا طلب ؟
ربي اشرح لي صدري .. ٢-ويسر لي أمري .. ٣-واحلل عقدة من لساني .. ٤-يفقه قولي.. ٥- واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي .. ٦-أشد به أزري ٧- وأشركه في أمري .
ليكن هذا الشخص أخ . صديق . قريب . زوج . اخت .زوجة
انها رسالة تشير بأهمية وجود شخص في حياة الإنسان . يكون خليله .. رفيق دربه ..شريك رحلته … إذا كان سيدنا موسي وهو نبي طلب من رب العالمين تسخير هارون لمساندته ألا هو نبي غير قادر علي ذالك لنفسه . لكنها رسالة لأهميه الأشخاص في حياة بعضهم البعضهم .
في نهاية الأمر الوحدة مدمرة قاتله . والوحدة ليست معناها التواجد في نفس المكان . الوحدة هي عدم الوجود مهما كان قرب المسافة . و الوجود رغم كل المسافات والحدود .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس ،وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه ديناً ، أو تطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظه ـ ولو شاء أن يمضيه أمضاه ـ ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ،ومن مشى مع أخيه في حاجة ـ حتى يثبتها له ـ أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام.)
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أجعلنا يا الله من أحب الناس اليك أمين يارب العالمين.