حسين عبد الفتاح يكتب: إيقاظ ضمير
أحيانا ما ينبض قلب المجتمع بالألم لما يسببه أبنائه من مشكلات وقضايا ومن ضمن هذه المشكلات مشكلة قطيعة الرحم وهى ظاهرة غنية عن التعريف يعلمها الكثير وهناك تساؤلات كثيرة تطرح نفسها ومنها :
_ هل يعلم الابن ما سيواجهه من قطيعة ذوى رحمه؟
_ وهل يعلم أيضا زوج الابنة ما سيلاقيه عندما يمنع زوجته من صلة رحمها ومن رعايتها لأهلها عند كبر سنهم ؟
_ ولماذا ينشغل الإبن أو الابنة بأمور الدنيا فيقطعوا صلة رحمهم ؟
والإجابة أن كل هذا خاطئ وأنه إثم وليس بعذر فقد حذر الاسلام من قطيعة الرحم ونهى عن ذلك
قال تعالى ” إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ” فالإيمان والأخلاق صنوان لا ينفصلان فالإيمان بلا اخلاق لا يؤتى ثماره والأخلاق دون إيمان هباء منثور وعلى ذلك لا يكتمل إيمان المسلم دون اخلاق ، فقد حرص الإسلام على تربية أبنائه تربية سليمة عمادها الاخلاق الفاضلة وجوهرها الآداب السامية ومن هذه الآداب ما يتعلق بصلة الأرحام لما فيها من تقوية الروابط وتماسكها ولما فيها من شيوع الحب بين المسلم وذوى رحمه .
ومن ضمن مظاهر قطيعة الرحم :_
– الإهمال وتجاهل الأقارب من السؤال أو الزيارة .
– الإساءة للأقارب بالقول أو الفعل .
– المعاملة بالمثل وعدم وصل الأقارب والأرحام.
فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من المداومة على القطيعة بل حث علي وصلها فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، قال نعم ألا ترضين أن أصل من وصلك و أقطع من قطعك ؟ قالت بلى يارب قال فهو لك ”
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فاقرأوا إن شئتم قول الله فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم ” ، فيجب على الشخص الواصل أن يتعهد أهل رحمه بالمال أو بالخدمة أو بالزيارة أو بالكلام أو بالسلام ويجب على الذى يجهل هذا الإثم أن يعلم ما هو مقدم عليه فيتوب إلى الله .
واختتم مقالي بمأثورة رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه .