السيد الجمل يكتب: بعد طول انتظار أبن طاحون يقابل الشيخ عطار

قصص فكاهيه ساخرة بطريقة سرد المقامات السجعية

يحكى أن مطحون بن طاحون قرر الاستقرار ، وأخذ يفكر فى القرار ، أن يرفع عن العذوبية الستار ، وأخذ يتحسس حال المتزوجين من أخبار ، ويسمع من صديقه مختار ، فقد تزوج المذكور منذ فترة ، فسأله عن الجواز قال سُتره ، فأخذ يقلب الأفكار ، وأعاد السؤال على مختار ، لماذا أراك صامتاً طوال النهار ؟

لعل المانع خير ، فتبسم بإستهزاء وقال هيا نكمل السير ، وقال مطحون فى نفسه لعله سعيد ، فبالتأكيد الزواج جعل أيامه عيد ، وبدأت الفكرة تراود أشجانه ، وأخذ يبحث عن فتاة أحلامه ، وفجأة ظهرت فتاة أمامه ، فتتبع خُطُواتِها ، حتى وصلت لِدارِها ، وأخذ يسأل عن أهلِها ، فأبوها الشيخ عطار إمام مسجد الغفار ، وقد سمع له خطبة عن تيسير المهور ، فقال هو ذاك بكل سرور ، بالتأكيد سيطلب المهر اليسير ، وسيكون بى رحيما غير عسير ، فهو المنادى بالتيسير ، وتشجع وأخذ معه صديقه مختار ، وذهبا معاً لبيت العطار، فقال أبن طاحون بصوت حنون ، ياشيخى أريد يد أبنتك المصونه ، المدعوة أمونه.

ونعيش معا على السراء والضراء ، وسأعاملها برفق دون إفتراء ، وأراعى حق الله فيها ، ومن كل شر سأحميها ، فأريد زوجة تُعفنى عن الحرام ، ولا أجد أفضل من أبنة الكرام ، فقال له هل انهيت الكلام ؟.

كلامك جميل لكن مهر أبنتى ثقيل ، فلا أقبل بغير مائة ألف ، وبيت فى أرض الجولف ، فقال أبن طاحون فى نفسه أشيخ هذا أم جِلف ! ، وقال له ياشيخ عطار ، جعلتنى أحتار ، سمعت خطبتك عن التيسير يوم الجمعة ، وتدعوا الناس بلا رياء أو سمعة ، والله إنك مثل الكاذب أبو لمعة ، يقول القول ولا يفعل ،ويحول عليه الحول ولا يعمل ، أنا شاب مازلت فى مقتبل العمر ، وكلامك جعلنى أرى أيامى القادمة سُمر، فهلا قبلت دعوتى لإبنتك ، وإلا فلا أتى مرة أخرى لعتبتك ، فقال نعم الرأى رأيك وقال أفتحى الباب يا أم مسعود ، هيا خذ صديقك وأخرج أنت مطرود ، ضحك مختار ، وقال لإبن طاحون سألتنى وانت تحتار، لما أنت صامت ليل نهار؟

سأجيبك الأن وأسمع بإمعان ، فصمتى لكثرة الديون ، فحمايا المصون، طلب المهر ألوفات ولم يكن أمامى خيارات ، فقبلت وأستدنت ، فهل لسبب صمتى أيقنت ، فقال أبن طاحون أنا مازلت على البر ، أما أنت فقد شربت المُر ، وسأبحث عن فتاة بسيطة تحفظ السر ، فالزواج اليوم صعب للغاية ، وغلاء المهور وحده حكاية ، فالمهر البسيط بركة ، واللقمة الحاف تِركة ، فالبركة بالتأكيد فى البساطة ، والمغالاة بعدها طلاق وتقعد على البلاطة ، فيا ليت أيام الأجداد تعود ، كانت سعادة بلا حدود ، وكانت الكلمة مُطاعة والبيوت تملؤها القناعة ، وكان الزواج يسير ، وأمور البيوت دوما تسير ، أما الآن فالبيوت مثل المقابر بلا بركة ، وكَثُرالطلاق والفُرقة. سأصبر قليلاً ، حتى لا أتسرع وأذداد عويلاً ، وننتظر مغامرة جديدة لعلها تنتهى بنهاية سعيدة …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى