د.مصطفى كمال بدوي يكتب:   الأجور والرواتب في بيئة العمل

يشير ( مصطفى بدوي ، 2022، 17 ) إلى أن الأجر يعتبر أكثر الأبعاد أهمية وتأثيرًا في جودة الحياة الوظيفية، وذلك لكونه يمثل المدى الذي يمكن فيه إشباع حاجات المعلم المادية ومتطلباته، وتغطية تكاليف المعيشة الصعبة، فالأجر ليس مؤثرًا فقط في تلبية الاحتياجات المادية للمعلمين، ولكن أيضًا في تلبية احتياجاتهم الاجتماعية والنفسية إلى جانب الوضع الاقتصادي للمعلم، كما أن وجود نظام عادل للأجور يؤدي إلى الحصول على أداء ذي كفاءة عالية من المعلمين، مما يؤدي إلى تحسين جودة الحياة الوظيفية لديهم.

تنبع أهمية الأجور كحافز على الإنتاج وتحسين الأداء كونها تتيح للعاملين تحقيق الكثير من حاجاتهم ورغباتهم الأولية والأساسية كالمسكن والمأكل والملبس، وبغض النظر عن كون الأجور أهم حافز أم لا، فإن المدى الذي تحققه الأجور من إشباع لحاجات الإنسان هو ما يحدد تلك الأهمية، لأن أهمية الحافز تنتهي بانتهاء وقت الاستمتاع به، وهو مدى توافقه وتكامله مع الحاجة أو الرغبة التي يشعر بها الفرد وارتباطه بالإنتاج مباشرة (مصطفى شاويش، 2005: 209).

وتُعد الأجور أداة من الأدوات المؤثرة على أداء الفرد، هذا ما جعل البعض يسمي الاقتصاد المعاصر باقتصاد الأجور، لما بلغته من أهمية كعنصر تنمية، يساهم في تكوين طبقة عاملة ومنتجة، وكعامل استقرار اجتماعي يحفز الطاقات البشرية على تطوير وتحسين المنتج وترقيته، ليصبح بذلك رخاء اقتصاديا تعتمد عليه الدولة في تحريك النشاط الاقتصادي لها(سيف الدين أحمد،2019: 24).

ويري ( مصطفى بدوي ، 2022، 18 )  أن أهمية الأجور والرواتب تبرز كركن أساسي في تحسين جودة الحياة الوظيفية لدى المعلمين، وأهمية أن يراعي صناع العملية التعليمية نظامًا للأجور والرواتب يساعد في تحقيق أهدافها، والتي لا يمكن أن تنجز بكفاءة إلا إذا كان لديها برنامج من الأجور والمرتبات يشبع رغبات وحاجات المعلمين لديها، ولا بد أن يعكس أجر المعلم توازنًا بين ما يساهم به من جهد وبين ما يحصل عليه من أجر ومكافآت، واختلال هذا التوازن، سيعكس حالة الروح المعنوية، والشعور بعدم العدالة، وبالتالي، انخفاض مستوى أداء المعلم.

المرجع : بدوي، مصطفى كمال محمود، و عليوة، سهام علي عبدالغفار. (2022.( جودة الحياة الوظيفية والشفقة بالذات كمنبئات بالشعور بالتماسك في العمل لدى معلمي ومعلمات المرحلة الابتدائية (رسالة ماجستير). المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، القاهرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى