«ليه أنا أحاسب على كلامي وهما لأ؟»

بقلم / محمود عبد الرحمن

.. ولمَّا كانت المعاني التنموية الراقية -التي درسناها وتربينا عليها- تدفعنا لسمو حِسَّنَا الإنساني، وترسخ بداخلنا معاني قيمية إنسانية تدعو لفصل سلوك الشخص عنه، لنراه، و«تبسمك في وجه أخيك صدقة»… إلخ، فأنا الآن لست واثقًا – ولأول مرة – من طول صبري على شركائي بل وتصبري، ولي عنق كلامهم للخروج بمعنى غير مؤذٍ يناسبني.

كنت ومازلت أنحاز لخصومي – شركائى – وأتسرع لتبرير سلوكياتهم تجاهي – الخاطئة منها – فربما صدرت دون عمد منهم، وربما يعانون أوجاعًا دفينة غَلَّظت قلوبهم، وعلى الفور أُغلِق على عقلي زواياه المتجهمة ذات النظرة الحقيقية، تاركًا منظورًا واحدًا: «عادي فأعتقد أنه خطأ بشرى فالإهانة غير مقبولة ولا مقصودة».

أفعل ذلك بدافع إنساني، وحين تقود المعاني الرنانة -المحببة لنا- زمام بصائرنا، فتوجهها نحو رؤية محدودة وهي: «سأَتَفَهَّم وأصبر، فأنا القاضي المتسامح والضحية القوية، سأتحمل.. نعم سأتحمل، فلا أطيق صبًرا على فراق شركائي».
أكتب على حذر وأتحسس كلماتي خوفًا من أن تصيب قلبًا ضعيفًا فتدميه، أو قريبًا – ساقه قدره يومًا لإهانتي – فتحزنه، لكنني مللت من تعبيد الطريق لشركائى.

في الأخير..
سأقف..
سأقف.. لكن في مربع آخر غير الذي اعتادوه..
أنتظر القادم..
أستقبله وعيني على ما يحمله بيده، لعله ينوي إسعادي بوردة أو هدية، فأحضنه «حضن مطارات»!.
أما من يأتي متبجِحًا صَلِفًا يرميني بقمامات مزاجاته – وبلا مقبلات – فهو بحاجة لصفعات متتالية توقظ أحاسيسه الوهمية بـ«التأله» والعظمة الخداعة، وذلك لعلاجه قبل استفحال بهيميته وفناء آدميته، فقرأت في رواية قديمة أن الأمراض الخبيثة ما هي إلا حروف وكلمات قاسية ونظرات حارقة تراكمت داخل الخلايا فسببت فساد العضو.

أعلم -تمام العلم- أن كلماتي مبهمة للبعض – ممن لا يعلمون ما أمر به – حيث هناك مشاعر مختلطة نسجت تلك الرسالة، للوصول لإجابة عن سؤالي هذا:
هل الحل في تعاملنا مع شركائنا، في دور «لاعب التنس» فأستقبل ضربة الاتهام بأخرى أقوى منها فى اتجاه معاكس لمحاولة الفوز بنقطة؟ أم دور شبكة مرمى كرة القدم فأمتص أقوى الضربات وأسلمها للخصم بـ«ألف هنا وشفا» علَّه يراجع نفسه ويعتذر؟

موضوع نقاش..
يتبع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى