مني النمر تكتب: ماذا بعد حسن نصر الله.. !!!؟

في ظل تصاعد الصراع في كل من لبنان وغزة ، تزداد التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء إغتيال حسن نصرالله و السعي لضم الجنوب اللبناني وشمال غزة …

و مما لا يدعو إلى الشك اعتبار مقتل حسن نصرالله ومن قبله اغتيال شخصيات مثل إسماعيل هنية أو استخدام الجوالات المفخخة رسائل قوية من إسرائيل إلى جميع الأطراف في المنطقة ، للتأكيد على عدة معاني استراتيجية …

من ضمنها …

أن إسرائيل قادرة على الوصول إلى خصومها بغض النظر عن مكان تواجدهم أو حمايتهم …

ثانيا .. إثبات التفوق الأمني والعسكري الإسرائيلي ، وزرع الخوف في نفوس القادة السياسيين والعسكريين الذين يعارضون سياساتها التوسعية …

و إذا ما تعمقنا في الأسباب الحقيقية سنجد أن هناك دوافع أوسع من مجرد الأهداف الأمنية …!!!

ف لطالما نظرت إسرائيل إلى حدودها الجنوبية والشمالية باعتبارها مناطق ذات أهمية استراتيجية قصوى …

ف إسرائيل تسعى منذ سنوات إلى ضم هذا الجزء من لبنان إلى أراضيها ، متذرعة بضرورات أمنية واقتصادية .
و لكن الحقيقة هي أن الجنوب اللبناني يشكل منطقة غنية بالمياه والزراعة ، و هذا ما يفسر رغبة إسرائيل في السيطرة عليها …

و الأمر لا يتوقف عند الجنوب اللبناني فقط، بل يمتد ليشمل قطاع غزة، وخاصةً الشمال …
حيث يمثل شمال غزة أهمية كبرى لإسرائيل ، ليس فقط من حيث الجغرافيا بل أيضًا لما يحتويه من موارد طبيعية هامة
“موانئ بحرية هامة ، و حقول غاز “…

وبرغم المواقف الدولية المعارضة لهذه التحركات، تستمر إسرائيل في فرض واقع جديد على الأرض
“كيان لا يعترف بأى مواثيق أو قوانين دولية ” …

إذا …

التوسع الاستيطاني ليس هدفًا عسكريًا فحسب ، بل يمثل جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تحقيق هيمنة إسرائيلية كاملة على المناطق الحدودية، وبالتالي ضمان عدم وجود أي قوة معارضة على أطراف دولتها …

إضافة إلى إحداث تغيير ديموغرافي في هذه المناطق ، عبر تهجير السكان الأصليين واستبدالهم بالمستوطنين الإسرائيليين …

مما يعمل على إعادة تشكيل الواقع السياسي والديموغرافي في المنطقة …

هذا و من جهة أخرى العمل على استمرار توتر و اشتعال منطقة الشرق الأوسط و خاصة الحدود المتاخمة لمصر لإعاقة نموها الاقتصادى …

حيث ترى إسرائيل في مشروع طريق التجارة بين مصر والأردن والعراق تهديدًا لتفوقها الاقتصادي في المنطقة ، فوجود شبكة تجارية تربط بين مصر والأردن والعراق يعني تقليل الاعتماد على إسرائيل كمحور اقتصادي …

وهو ما قد يؤدي إلى تقليص النفوذ الإسرائيلي في المنطقة …
لهذا السبب ، تعمد إسرائيل إلى التدخل في شؤون هذه الدول بطرق مباشرة وغير مباشرة، عبر زعزعة الاستقرار السياسي أو استغلال النزاعات الإقليمية …

في النهاية …
و من الواضح و المؤكد هو سعى الكيان الإسرائيلي للاعتراف بضم أراضي الجنوب اللبناني و شمال قطاع غزة و جعله أمرا واقعاً قبيل الانتخابات الأمريكية القادمة كورقة رابحة للضغط على البيت الأبيض …
التهدئة و إيقاف الحرب مقابل الاعتراف بالوضع الحالي لحدود دولة إسرائيل الجديدة …!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى