عمر شنيبو يكتب: الحاجات الإنسانية في علم الاقتصاد
تتميز الحاجات الإنسانية بعدم محدوديتها لذا لا يستطيع الانسان أن يسد جميعها بجهوده الذاتية ،فقديماً كانت المقايضة ،والتي تقوم علي فكرة مبادلة الشخص لاخر بسلعة زائدة عن حاجتة باخري يحتاج اليها ،وهذا السلوك التعاوني
يسمي(اقتصادي) فالاقتصاد هو علم اجتماعي يدرس السلوك الإنساني في اشباع حاجاته غير المحدودة أي باختصار هوعلم إدارة الموارد ، بعد المبادلة او المقايضة ظهرت فكرة النقود مقابل السلعة او الخدمة والنقود هي فرع من المالية ـ، فاذا كان الاقتصاد هو إدارة الموارد ، فالمالية هي إدارة الأموال أما المحاسبة فهي تسجيل المعاملات بالنقود مع تبويبها وفقا لمعايير عالمية محاسبية متعارف عليها
قد لايعلم الكثيرون مدي التداخل والترابط الوطيد بين المحاسبة والمالية والاقتصاد وأن كل منهما يقوم ويبني علي الاخر ، ان أي علم أو نظام يقوم علي ثلاثة أشياء رئيسة لاعطاء معلومات مفيدة تساعد في عملية التخطيط والتوجية واتخاذ القرار والرقابة وهي المدخلات (المادة الخام) والتشغيل (المعالجة) ومن ثم المخرجات (النتائج) ،فمخرجات المحاسبة تعتبر مدخلات للمالية ومخرجات الأخيرة تعتبر مدخلات للاقتصاد ،فاذا كانت المدخلات غير صحيحة هذا يعني قطعاً ان المخرجات غير صحية ، فالمحاسبة تقوم علي توثيق الفواتير وسندات القبض والدفع ويطلق عليها (الدورة المستندية) وتتم معالجتها بالتسجيل والتبويب (الدورة المحاسبية) وتتمثل مخرجاتها في القوائم المالية،وهي بمثابة المحصلة النهائية للمحاسبة ،وفي الآونة الأخيرة تراجع دور المحاسب لصالح البرامج الالكترونية الجاهزة ،وانحصر دور المحاسب في القيام بعمليات الادخال.
اما المالية تبدأ من حيث انتهت المحاسبة فتتم معالجة القوائم المحاسبية من خلال تحليلها ودراستها وأجراء المقارنات الراسية والافقية ومقارنتها مع نظرئها بالسوق أذا كانت شركة وهي تحتاج لمهارات وخبرات شخصية قد لا تتوفر لاي شخص لانها مبنية علي الاستنباط والربط بين هذه القوائم و من ثم التنبؤ والتخطيط المالي وبناء الاستراتيجيات طويلة وقصيرة الاجل ،وهنا لايمكن الاستغناء عن دور الخبراء الماليين في هذا المجال مهما تطورت البرامج الالكترونية الجاهزة ،و أن أيمعلومات غير صحيحة لنظام المحاسبة او ملعوب فيها يمكن ان تؤدي الي بناء استراتجيات وخطط ماليةغير سليمة
أما الاقتصاد فهو يبني علي بيانات المالية ويعمل علي معالجتها بالقياس والتنبؤ والتحليل من وجهة نظر اقتصادية مع دراسة السلوك البشري ونمط العيش الاجتماعي والثقافي ومن بعد يعمل علي استنباط الحلول لاشباع الرغبات بناء علي الموارد المتاحة حسب المرجعيات الاقتصادية وهذه تعتمد علي المهارات الشخصية والخبرات التراكمية ومدي القدرة علي الربط بينها للتحديد من بين الخيارات المحدودة والتي يمكن أن تكون مناسبة. عليه يمكن القول ان الاقتصاد لايمكن ان يكون في مساره الصحيح دون موثوقية البيانات المالية والتي ينتجها النظام المحاسبي.
خلاصة لتقريب المعني نضرب مثلا بالقول ان الشخص المالي بداخل المطبخ ويمكن أن تظهر مهاراته في الطعم والمذاق والنكهة والاقتصادي يقدم الوجبات ويتحدث عن مكوناتها وطعمها وروعتها ،أم المحاسب فيضع الكميات والمقادير والوصفات فأي خلل فيها مهما كان الطباخ ماهرا فلن تكون للوجبة طعما ومذاقاً ونكهةً.