محمد عادل يكتب: قصص رمضانية من الماضي

رمضان شهر الخير والبركة والقران وما يميز شهر رمضان ان الله عز وجل اختصه عن باقي الشهور بانه شهر بداية نزول القران وايضاً به ركن من اركان الإسلام وهو الصوم وبه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وبالنسبة الى اسم رمضان مأخوذ من شهر عربي قديم من أيام الجاهلية وكان اسم هذا الشهر رمض الحر وسبحان الله كان هذا الشهر اصعب شهر للعرب أيام الجاهلية لشدة حره واصبح افضل شهر للمسلمين في ظل النور الإسلامي الذي اتي به سيدنا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم واليوم نحكي بعض القصص الرمضانية الجميلة.

٫وبداية هذه القصة فانوس رمضان استخدم الفانوس في بداية الامر في صدر الإسلام في الإضاءة ليلاً للذهاب الى المساجد وزيارة الأصدقاء والاقارب وكلمة فانوس فهي كلمة اغريقية تشير الى احدى وسائل الإضاءة وتعتبر مصر هي اكثر الدول استخداماً للفانوس بين كل الدول الإسلامية كتقليد قديم في شهر رمضان وبداية الفانوس أتت من العصر الفاطمي بمصر المحروسة حيث كان يخرج الخليفة الفاطمي الى الشارع في ليلة رؤية هلال رمضان لاستطلاع الهلال وكان الأطفال يخرجون معه يحمل كل منهم فانوس ليضيئوا له الطريق وكانوا يغنون الأغاني التي تعبر عن فرحتهم بقدوم شهر رمضان مدفع رمضان الذي هيا عادة للمصريين حتي الأن يقال أن احد رجال السلطان “خشقدم” من سلاطين المماليك تمكن من اعداد مدفع كبير وقدمه هدية إليه وسر السلطان بهذا المدفع وامر بحمله على لعربة تجرها عشرة خيول يحف بها موكب كبير سار حتي استقر في ميدان القلعة بالقاهرة.

وأجريت تجربة إطلاقه في أول يوم من أيام رمضان عام 869هـ/1464 م  مع آذان المغرب ثم أمر السلطان بتكرار التجربة في اليوم الثاني فكان لصوت المدفع أثره على سكان العاصمة مما جعل السلطان يأمر بإطلاقه عند الغروب ليكون إيذانا بانتهاء النهار وهناك رواية تفيد بأن ظهور المدفع جاء في طريق الصدفة فلم تكن هناك نية مبيته لاستخدامه لهذا الغرض على الإطلاق حيث كان بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل يقومون بتنظيف أحد المدافع.

فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء المحروسة وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أحد أيام رمضان فظن الناس أن الحكومة اتبعت تقليداً جديداً للإعلان عن موعد الإفطار وساروا يتحدثون بذلك وقد علمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث فأعجبتها الفكرة وأصدرت فرماناً يفيد باستخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفي الأعياد الرسمية ونأتي أي صوت السحور وهو المسحراتي  و لا يكتمل شهر رمضان الا به وهو يرتبط ارتباط وثيقا بتقاليدنا الشعبية الرمضانية وقصة المسحراتي في مصر بدأت ما يقرب من 12 قرن مضي وتحديداً عام 853 ميلادية انتقلت مهمة المسحر إلى مصر وكان والي مصر العباسي إسحاق بن عقبه اول من طاف شوارع القاهرة ليلاً في رمضان لإيقاظ أهلها لتناول طعام السحور فقد كان يذهب سائراً على قدميه من مدينة العسكر في الفسطاط الى جامع عمرو بن العاص وينادي الناس بالسحور ومنذ ما يقرب من ألف عام وتحديداً في عصر الدولة الفاطمية امر الحاكم بأمر الله الناس أن يناموا مبكراً بعد صلاة التراويح.

وكان الجنود يمرون على المنازل ويدقون أبوابها ليوقظوا المسلمين للسحور حتي تم تعيين رجلاً للقيام بتلك المهمة وأطلقوا عليه اسم المسحراتي كان يدق الأبواب قائلاً ” يا أهل الله قوموا تسحروا ” كادت مهنة المسحراتي أن تندثر في بلاد المحروسة الى ان جاء العصر المملوكي وتحديداً في عهد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس الذي عمل على احيائها وامر بتعيين صغار علماء الدين بالدق على أبواب البيوت لإيقاظ أهلها للسحور وبعد اكثر من نصف قرن وتحديداً في عهد الناصر محمد بن قلاوون ظهرت طائفة او نقابة المسحراتية والتي أسسها أبو بكر محمد بن عبدالغني الشهير بـ أبن نقطة وكان ابن النقطة المسحراتي الخاص بالسلطان الناصر محمد بن قلاوون وعلى يديه تطورت مهنة المسحراتي فتم استخدام الطبلة والتي كان يدق عليها دقات منظمة وذلك بدلاً من استخدام العصا هذه الطبلة كانت تسمي “بازة” صغيرة الحجم يدق عليها المسحراتي دقات منتظمة قم تطورت مظاهر المهنة فأصبح المسحراتي يشدو بأشعار شعبية وقصص من الملاحم وزجل خاص بهذه المناسبة وفى الختام ندعوا الله ان يجعل شهر رمضان خيراً على بلدنا الحبيبة مصر وشهر مبارك على الامة الإسلامية والاخوة المسيحين وجميع الناس والله بعودة يا رمضان .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى