مصطفى كمال بدوي يكتب : اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه:

 

هو أحد اضطرابات النمو العصبية يحدث في مرحلة الطفولة، ويستمر حتى مرحلة البلوغ ومرحلة الرشد بأشكال وأعراض مختلفة. ينتج عن نقص في كمية الموصلات الكيميائية  في قشرة الجزء الأمامي (الفص الجبهي) التي تسهل للخلايا تنفيذ عملها والتواصل بين أطراف الدماغ.ولا يوجد أسباب واضحة ودقيقة حول سبب حدوثه؛ ولكن يوجد بعض الدراسات التي أثبتت ارتباطه ببعض العوامل.

الاضطرابات المصاحبة لفرط الحركة وتشتت الانتباه :

صعوبات التعلم:والتي تزيد من صعوبة الحفاظ على الترتيب، والاستيعاب، والاستجابة للأوامر أو الطلبات لدى الأشخاص خاصة ذوي الاضطراب  ويعد عسر القراءة وعسر الحساب أكثر صعوبات التعلم انتشارًا بين ذوي الاضطراب.

الاضطرابات المزاجية: والتي تتضمن الاكتئاب، والهوس، واضطراب ثنائي القطب وتتصف هذه الاضطرابات بتغير شديد في المزاج، فقد يستمر الطفل بالبكاء أو القلق لأوقات طويلة قد تستمر لأيام دون أي سبب.

اضطرابات القلق: ويعاني المصابون بهذه الاضطرابات من قلق مفرط اتجاه الشؤون العائلية والمدرسية أو حتى المهنية ,يبدأ الاضطراب بالإحساس بالضغط ثم الأرق، وفي الحالات الشديدة قد يتعرض البعض لنوبات ذعر.

اضطراب التحدي الاعتراضية: يتصف المصابون به بكثرة الجدال، سرعة الغضب وفقدان الأعصاب، ورفض اتباع القواعد، إلقاء اللوم على الآخرين، وإزعاج الآخرين عمدًا  ويغلب على طبعهم العنف بأنواعه (لفظيًّا أو جسديًّا) مع الناس أو الحيوانات، والكذب، والسرقة، والهروب من المدرسة أو المنزل.

الأسباب:

لا يوجد أسباب واضحة ودقيقة حول سبب حدوث الاضطراب؛ ولكن يوجد بعض الدراسات التي أثبتت ارتباط الاضطراب ببعض العوامل مثل: التاريخ العائلي، التعرض للسموم، التعرض لإصابات أثناء الحمل أو الولادة أو الشهور الأولى بعد الولادة)

الأعراض:

التشتت وعدم الانتباه:

  • صعوبة كبيرة في الحفاظ على التركيز والانتباه.
  • سهولة التشتت بأي مؤثرات خارجيةو لا يبدو وكأنه يستمع لمن يتحدث معه.
  • صعوبة في إتباع التعليمات والتوجيهات وصعوبة في الترتيب والتنظيم أو الحفاظ عليهما.
  • كره وتجنب المهام التي تطلب جهد عقلي وتركيز مستمرين.
  • نسيان الأنشطة والمهام اليوميةو فقدان الأدوات بسهولة.
  • التنقل من نشاط أو مهمة إلى أخرى دون إنجاز أي منهما.
  • عدم الاهتمام بالتفاصيل والوقوع في الكثير من الأخطاء بسبب الإهمال.

فرط الحركة:

  • الصعوبة في البقاء جالسًا لمدة طويلة.
  • الركض والتسلق كثيرًا وفي أي مكان والثرثرة والتحدث كثيرًا.
  • العبث باليدين والقدمين كالتأرجح أثناء الجلوس على الكرسي.
  • صعوبة المشاركة في الأنشطة بهدوء والملل بسرعة.

الاندفاعية:

  • الإجابة عن الأسئلة قبل الانتهاء من طرحها، وعدم انتظار المدرس للسماح له بالمشاركة في الفصل ومقاطعة الآخرين في الحديث.
  • عدم التفكير والاهتمام بعواقب الأمور أو الخوف منها.
  • المشاركة في الأنشطة الخطرة دون تردد.
  • عدم القدرة على كبت ما يريد قوله بغض النظر عمن يتحدث معه.

العلاج:

يعتمد علاج الاضطراب على ثلاث ركائز أساسية يكمل بعضها بعضًا:

  • العلاج الدوائي: يساعد على زيادة التركيز والانتباه لمدة أطول، تقليص الحركة والاندفاعية، وتنقسم الأدوية المستخدمة إلى نوعين:
  • الأدوية المنشطة: تعمل على تنشيط الناقلات العصبية، وبالتالي رفع القدرة على التركيز والتحكم بالسلوكيات.
  • الأدوية غير المنشطة (المثبطة( : تعمل على تقوية المستقبلات الكيميائية في خلايا الدماغ وزيادة فعالية الناقلات العصبية لتحسين القدرة على التركيز.
  • العلاج السلوكي والتربوي: يعتمد هذا العلاج على تعديل سلوكيات الطفل عن طريق أساليب واستراتيجيات يستخدمها الأهل؛ لاستبدال سلوكياته السلبية بالإيجابية وتدريبه على اكتساب مهارات جديدة كما أن العلاج الدوائي فعَّال في سيطرة على أعراض الاضطراب الرئيسة؛ ولكن استخدامه وحده لا يغني عن العلاج السلوكي والتربوي المكملين له.

الوقاية:

على الرغم من صعوبة الوقاية منه (تكاد تكون مستحيلة في حال توفر أكثر من عامل خطورة)، إلا أنه توجد بعض الطرق التي قد تقلل نسبة الإصابة به؛ ولكن لا توجد دراسات كافية تثبت فعاليتها:

  • حماية الطفل أثناء الحمل أوفي السنوات الأولى من عمره من التعرض لأي ملوثات بيئية كالرصاص (طلاء الجدران المحتوي عليها) والزئبق والمبيدات الحشرات.
  • تجنب التدخين خاصة أثناء الحمل (سواء للأم أو الأب) أو حتى التواجد في أماكن يكثر فيها المدخنين.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى